هل يمكن الشفاء التام من الاضطرابات الذهانية والاكتئاب في حالة الوراثة؟

0 181

السؤال

السلام عليكم.

فتاة عمرها 25 سنة، تعاني من اكتئاب وهوس، راجعت الطبيب فأخبرها أنها حالة اضطرابات ذهانية، وقال طبيب آخر: أنها حالة اكتئاب وقلق ووسواس، علما أن لديها أخوين مصابين بالفصام، والمرض وراثي في العائلة.

هل يمكن أن تتغير الحالة من ثنائي القطب إلى الاكتئاب والمريضة تتحسن؟ علما أنها تستخدم إنفيجا ج6 وبروكسات 20، ووصف لها الطبيب الدوغماتيل، لكنه لم ينفع في علاج الأفكار السلبية والخمول، فتوقفت عنه، وهي مستمرة على العلاج، وقد توقفت عنه لمدة يومين ولم تنتكس الحالة.

تستخدم العلاج النفسي من عمر 8 سنوات، ولكنها لم تتحسن إلا منذ 4 سنوات، ولها 6 أشهر تحسنت بشكل أفضل بكثير حيث لا تفكر أفكارا سلبية وشبه طبيعية.

أرجو التوضيح، هل يمكن الشفاء التام لمثل هذه الحالة؟ علما أن الطبيب أخبرنا إمكانية ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أحيانا صورة المريض - أو التشخيص - قد تكون غير واضحة في البداية، أي أن أعراض المرض تأتي بصورة لا يستطيع الشخص أن يشخص مرضا بعينه، ولكن مع مرور الوقت أو المتابعة المستمرة يتضح المرض، وهذا مهم في العلاج على المدى البعيد.

دعيني أشرح بعض الأشياء حتى تكون الصورة واضحة:
ماذا نعني بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؟ الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو اضطراب من اضطرابات المزاج، ولماذا سمي ثنائي القطبية؟ لأنه يأتي في شكل نوبات، قد تكون نوبة اكتئاب، أو قد تكون نوبة هوس، وقليلا يأتي بنوبة مختلطة، أي تكون في أعراض اكتئاب وهوس في نفس الوقت، ولكن المهم أنه يأتي في شكل نوبات، وعندما يتم علاج النوبة أو تذهب يرجع المريض إلى حالته الطبيعية، أو تختفي الأعراض منه.

فإذا المريض المصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية قد يأتي في شكل اكتئاب، ولا يتحول، ولكن هذا جزء من المرض نفسه، أنه قد يأتي بنوبة اكتئاب، وقد يأتي بنوبة هوس، والاكتئاب قد يكون مصاحبا بأعراض ذهانية، وقد يكون مصاحبا بقلق، وهو يكون نوبة من نوبات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

وأهمية تشخيص أن الاكتئاب جزء من اضطراب وجداني ثنائي القطبية هذا في العلاج، لأننا إذا ثبت لدينا أن الاضطراب الأصلي هو ثنائي القطبية فإذا العلاج بمثبتات المزاج، وليس في مضادات الاكتئاب، حتى ولو كانت الحالة التي يأتي بها المريض هي حالة اكتئاب نفسي.

والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية قد يأتي في شكل نوبات - كما ذكرت - وقد يأتي أحيانا في شكل نوبات حادة، تختفي الأعراض ويعيش المريض لفترة ثم تأتي وتعود مرة أخرى.

فإذا هو مرض قد يأخذ فترة من الزمن، وقد يكون مزمنا، ويأتي في شكل نوبات حادة أحيانا.

أنا لا أتكلم عن الشفاء التام، ولكن نتكلم عن الوقاية، من أهم الأدوية التي قد تستعمل لوقاية المريض المصاب باضطراب وجداني ثنائي القطبية هي أدوية مثبتات المزاج، إذا تم الاستمرار عليها - حتى حين يكون المريض ليست لديه أعراض - فقد تمنع حدوث نوبات أخرى، فالوقاية أحيانا واجبة لمنع حدوث المرض مرة أخرى.

كون أخويها لديهما فصام لا ينفي أنها قد يكون لديها اضطرابا وجدانيا ثنائي القطبية، فقد يكون السبب في أن الصورة لم تكن واضحة، لأن لها تاريخ وراثي في الفصام، ولذلك نحن لا نشخص بالتاريخ المرضي، ولكن نشخص لطبيعة الأعراض والعلامات التي تكون عند المريض.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات