السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل متزوج منذ ثلاث سنوات، وأحب زوجتي كثيرا، ولا أستغني عنها، رزقنا بطفل، عمره الآن سنة ونصف –والحمد لله- أمورنا جيدة إلا أن هناك بعض العقبات التي واجهتنا من بعد زواجنا، وأهمها أنني لم أستقر بوظيفة من بعد الزواج إلى الآن.
قبل فترة تقدمت لوظيفة، ولم يكن هناك سبب لرفضي، مع العلم أن الشركة بحاجة لموظفين وباختصاصي وخبرتي، عندها توجهنا أنا وزوجتي لشيخ ليرقينا، وبعد إتمام الرقية أخبرنا أننا نعاني من تأثير سحر، وقام بتوجيهنا بقراءة ورد من القرآن يوميا، وسماع القرآن، وشرب ماء، وزيت زيتون، والعسل المقروء عليه القرآن، وبالفعل قمنا بقراءة الرقية على الماء، والزيت والعسل.
أنا أعاني من زوجتي أنها ترفض الجماع أو الاقتراب منها كلمسها، كما أنها لا تستمع إلي، ولا تعيرني انتباها أو اهتماما كما كانت من قبل، كما أنني أشعر أنها تستحي مني عندما تقوم بتبديل ملابسها وأنا في الغرفة، حتى أنها لا تنظر بوجهي وأحيانا تسمعني كلاما جارحا سواء بعد نقاش أو بانتقادات تقدمها لي، ولا توجد أي طريقة أجذبها بها، أحاول طرح مواضيع تهمنا لأنها لا تعيرها أي اهتمام، ولا تعجبها معظم تصرفاتي أو كلامي مع الآخرين وغيرها!
علما بأنها تعمل وتساعدني في عبء الحياة، كما أن زوجتي الآن حامل بالشهر الرابع، هل للسحر هذا التأثير الكبير في علاقتنا وحياتنا؟ هل للحمل دور في هذا أيضا؟
أرجو تقديم النصح والتوجيه، مع جزيل الشكر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم-، وردا على استشارتك أقول:
بحسب استشارتك فإن التغير في زوجتك طارئ، ولم يكن في الفترة الأولى من الزواج، وهذا يدل على وجود أمر خارجي أثر على علاقتكما.
السحر حقيقة وله تأثيره الكبير على حياة المسحور فقد تقلبها رأسا على عقب؛ لذا أنصحكما بالبحث عن راق أمين وثقة ليشخص حالتكما، فإن تبين أن ثمة سحرا فاستمرا في الرقية حتى الشفاء بإذن الله تعالى.
ترفق بزوجتك وتفهم الحال الذي تمر به، فهي تتعامل معك بغير إرادتها، ولذا فإن عليك أن تصبر على كل تصرفاتها وتتفهم حالها.
السحر قد يؤثر على العلاقة الزوجية فتصبح الزوجة نافرة من زوجها أو العكس، وقد يؤثر على عمل الإنسان وسبل عيشه، وهذا أمر ملاحظ وملموس ولا يمكن إنكاره.
الحمل له تأثير عند بعض النساء لكن زوجتك قد حملت من قبل، فإن كان في حملها الأول لم يحدث أي تأثير؛ فهذا يعني أن التأثير ليس من الحمل ولو كان التأثير منه لتغير حالها بعد الوضع.
لا تجعل للشيطان سبيلا فإن من عمل السحر وهدفه أحد أمرين: إما أن ينغص عليكما حياتكما، أو أنه يريد هدم بيتك.
إن تبين أن زوجتك مسحورة، فكونها تخالف أمرك ولا تعيرك أي اهتمام، أو تسمعك كلمات جارحة أمر طبيعي؛ لأنه ناتج عن السحر فهي تتصرف بغير إرادة فتفهم الأمر.
حافظ على أذكار اليوم والليلة، وارق نفسك بنفسك صباحا ومساء، وقو إيمانك بكثرة العمل الصالح، فقوة الإيمان والعمل الصالح يجلب الحياة الطيبة، يقول تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم كما ورد في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك، ويغفر ذنبك).
أكثر من تلاوة القرآن الكريم واستماعه يطمئن قلبك يقول تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
كن على يقين أن ما حل بك إنما هو بتقدير الله تعالى، فعليك بالصبر والرضا بما قدره عليك، فإن من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة، وسل الله أن يشفيكما وأن يبطل السحر إن تبين حصوله فهو سبحانه الشافي والمعافي.
أكثر من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يذهب عنكما ما تجدان، وأن يسعدكما إنه سميع مجيب.