السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمي محمد من سوريا، عمري 20 سنة، أعمل في تركيب أرضيات خشب. أعاني من الاكتئاب الشديد والذهان منذ أكثر من 5 سنوات، وأنا آخذ الفينلافكسين جرعة عيار 150+75،5 mg، وآخذه في الصباح وأحس بنعس، وفي فترة الظهر يتغير مزاجي للأحسن، وأصبح نشيطا وأصاب بالأرق وعدم القدرة على النوم في الليل.
أحس بهلاوس سمعية في ذهني، كما أن شخصا يكلمني، أخذت دواء اولانزبين وسبب لي زيادة في الوزن ونوما كثيرا تقريبا 15 ساعة في اليوم، فتركته وأخذت الوراسيدون كان فعالا وجيدا لكن أحس بتعب ونعاس شديد جدا، حيث لا أسطيع أن أعمل أي شيء، وبعدها تركته والأن آخذ دواء الأيبيبرازول، وأيضا أشعر بنفس المشكلة من تعب ونعاس.
أعاني من فقدان الذاكرة وعدم تذكر أي شيء، مع لوم النفس وشعور بالذنب، وإحساس أن الله غير راض عني، التفكير أكثر من فكرة أثناء الحوار، الانسحاب من المواقف الاجتماعية، وعدم الخروج مع الأصدقاء والبعد عنهم، وأيضا عند مقابلة أحد أبقى ساكنا وأنخرس كليا أو أجبر على التكلم، كما أعاني من اليأس والهلاوس السمعية منها المناقشات الحوار الجدال الأراء والافكار الإيجابية أحيانا والسلبية أكثر من الإيجابية، والتحليل المنطقي، والسب واللعن كأنا شخصا ما في جانبي.
التخيل في خوض نقاشات علمية، والتخيل في خوض نقاشات مع الأصدقاء والأقرباء، والتفكير دائما بالمرض، وعدم التركيز مطلقا في الدراسة أو عمل أي شيء، والتململ بسرعة، والتحمل أكثر من طاقتي أثناء العمل، وأشعر بعدم الرغبة في العيش ولا أحب الحياة، أصابتي بتوتر وقلق أثناء العمل، وأحيانا خوف وخوف من الظلام.
وأنا أحتاج للمساعدة، وجزاك الله خيرا، وأنا لكم من الشاكرين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، أخي أنت حالتك مشخصة -الحمدلله- وأحسب أنك تراجع الأطباء، وأعتقد أن المتابعة مع الطبيب بالنسبة لك مطلوبة جدا، ربما تحتاج أن تغير وقت الدواء لينتظم نومك، أعتقد أن تناول الفلافاكسين زائد الرزبيريادول ليلا كجرعة واحدة أفضل، تناوله ساعتين قبل مواعيد النوم بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- ينتظم نومك ليلا وتكون أكثر نشاطا في أثناء النهار، ويجب أن تعرف -أخي الكريم- أن النوم الليلي المبكر هو أفضل شيء لتطوير الصحة النفسية خاصة في مثل حالتك، النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، وبعد أن ينام الإنسان نوما جيدا ويستيقظ مبكرا ويصلي الفجر ويبدأ في فاعليته اليومية هذا هو السبيل الذي يحارب الاكتئاب.
والآن دراسات كثيرة جدا أشارت أن كل المواد الكيميائية الدماغية الإيجابية تفرز في فترة الصباح، خاصة مادة الأوكستوكسن ومادة السيرتونين وهي المواد الدماغية الإيجابية التي تحسن المزاج وتحسن الفاعليات عند الإنسان، فيا أخي الكريم أحرص على تنظيم وقتك على هذه الشاكلة، كما أن ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي أو الجري لها عائد إيجابي جدا، أنت محتاج لها لتجديد طاقاتك النفسية وتجديد طاقاتك الجسدية، والرياضة تزيل الهشاشة النفسية وتؤدي إلى الكثير من الإيجابيات، إذا أنت محتاج إلى هذه الأشياء الثلاثة، تنظيم وقت تناول الدواء ليلا، النوم الليلي المبكر والاستيقاظ المبكر، والبكور فعلا فيه بركة كبيرة كما أشار الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومحتاج لممارسة الرياضة، ولا بد أن تكثر من التواصل الاجتماعي بهذه الكيفية -أخي الكريم- تعالج نفسك، يتحسن تركيزك، تكون هنالك سعة وراحبة إيجابية جدا في مشاعرك، إن شاء الله هذه الأصوات أيضا تختفي، فهذا هو خط العلاج الذي تحتاجه وأحرص على بناء شبكة اجتماعية إيجابية، هذا يجعلك تكون مرتاحا في حياتك وسعيدا ذا رغبة نحو تطوير الذات -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.