السؤال
السلام عليكم.
ابنتي عمرها 16 سنة، تعاني من مرض الخوف والقلق والوسواس، مرضها وراثي، منذ الصغر وهي تتناول الأدوية، مثل: الميتريبتيلين، الأنافرانيل، التيغريتول، السيلبيريد، الأيسيتول، وغيره، وأحيانا يصفون لها دواءين معا.
أثرت الأدوية على صحتها، وأصبحت تعاني من النسيان ولا تحب الاختلاط بالناس كثيرا، وهذا العام توقفت عن الدراسة، وأحيانا تكون أفضل، لكن رغم كل هذه الأدوية لم نجد نتيجة مرضية، وتفاعلها مع الدواء حوالي 50% أو أقل.
والآن تتناول باروكسيتين 10مغ صباحا، وتيغريتول 200 مغ مساء، فهل الباروكستين والتيغريتول معا يضران؟
أحيانا تكون منزعجة كثيرا، وأحيانا قلقة ومكتئبة، وأخرى بخير، حيث تكون طبيعية، لكنها مريضة خاصة في الليل تنام بصعوبة، وأحيانا أنام معها، والأطباء عجزوا عن إيجاد علاج لها، فما رأيكم؟
أرجوكم أفيدونا فليس لدينا غيركم بعد الله تعالى، ونرجو الرد في أسرع وقت، ونشكر حسن استماعكم، وجعلها الله في ميزان حسناتكم ووفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لهذه الابنة الصحة والعافية.
قطعا الشيء غير الواضح بالنسبة لي هو تشخيص هذه الابنة، أنت ذكرت أنها تعاني من الخوف والقلق والوسواس، أعتقد أن هذه أوصاف وجهدك مقدر في هذا السياق لكن لا تدلنا على التشخيص الحقيقي، فالخوف قد يكون سببها أشياء كثيرة، وكذلك القلق والوسوسة، هل هي حديث نفس أو وسوسة أفعال أو وسوسة طقوس أو وسوسة أفكار أو توجد هلاوس أو لا توجد هلاوس؟ كما أن مستوى ذكاء الطفلة بالنسبة لي غير واضح، فهنالك حقيقة أشياء إذا لم تتوفر قد لا نستطيع أبدا أن نحدد تشخيص لهذه البنية.
قطعا الشيء الإيجابي أنكم تتابعون مع الأطباء، والذي أنصح به هو المتابعة مع طبيب مختص واحد، طبيب مختص في الطب النفسي ليستطيع أن يقدم لها الكثير -إن شاء الله تعالى-، إن أردت مثلا أن ترسلي تقريرا إلى الشبكة الإسلامية أو أي معلومات أخرى يزودك بها الطبيب يمكن أن نساهم -إن شاء الله تعالى- في المزيد من النصائح حول هذه البنية.
الآن هي تتناول الباروكستين، الباروكستين دواء معروف جدا، دخل أسواق الدواء لأول مرة عام 1993 أي أنه دواء قديم لكنه يعتبر من مصاف الأدوية الحديثة، وهو دواء يستعمل لعلاج الاكتئاب النفسي، لكنه أيضا جيد جدا في علاج المخاوف والوسوسة والقلق النفسي، وبهذه الجرعة هي 10 مليجرامات لا أرى أن لها أثر سلبي على هذه الابنة أبدا.
التجريتول والذي يعرف باسم كربومازبين له عدة استعمالات، فهو في الأصل يستعمل لعلاج الاضطرابات الكهربائية الدماغية عند بعض الناس أو ما يسمى بالصرع، وفي ذات الوقت أيضا هو يستعمل كمحسن للمزاج، ويؤدي أيضا إلى ترتيب المزاج بالنسبة للذين لديهم تقلبات مزاجية، فهو أيضا دواء معروف ودواء جيد ولا توجد تفاعلات سلبية بين الدوائين بهذه الجرعات، و-إن شاء الله تعالى- الأمور سليمة.
أختي الكريمة: أيما كان التشخيص يجب أن يكون هنالك حرص لتطوير هذه الابنة اجتماعيا، وهذه مهمتك، حقيقة أنا أعرف أنك لا تقصرين في هذا الجانب، لكن وددت أن أنبهك للتطوير الاجتماعي لهذه الابنة فيما يتعلق بأعمال المنزل، فيما يتعلق بشؤونها الخاصة، ترتيب ملابسها وكل شيء في هذا السياق، وأيضا لو تواصلت اجتماعيا مع الصالحات من البنات في عمرها هذا أيضا -إن شاء الله تعالى- يعود عليها بشيء من الخير، والتطوير النفسي الإيجابي أي لا نعاملها كمعاقه أبدا؛ لأنها بالفعل ليست معاقة، قد تكون لديها صعوبات، لكن لم تصل لمرحلة الإعاقة، وأن نحفزها، أن نشجعها، أن نعزز ما هو إيجابي هذا مهم جدا لتطورها ولتقدمها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها العافية والشفاء.