السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف أن الأدوية النفسية بشكل عام لا تؤدي إلى الاضطراب أو الخلل العقلي، وسؤالي: لو كانت الأدوية كثيرة، حيث تناول المريض خلال سنتين 90 نوعا من الأدوية، فهل هذا يضر بالعقل؟ وما هو الضرر؟ وهل يدوم الضرر؟ علما أنني تناولت كمية كثيرة من أدوية الفصام والاكتئاب والقلق خلال سنتين، ومرضي الأصلي هو سترس.
أفيدوني، ولكم خالص تقديري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأدوية النفسية مهما كثر عددها، أو زادت جرعتها، أو طال أمد استعمالها، لا تؤثر على العقل بطريقة سلبية، بالعكس هي معظمها إما مضادة للاكتئاب أي تزيل الاكتئاب، أو مضادة للذهان، فهي تساعد على تصفية المخ من الأفكار المريضة والهلاوس والضلالات الفكرية، أو قد تكون مثبتات للمزاج تعمل على تثبيت المزاج، فهي لا تؤثر على العقل.
ولكن لا يعني ذلك أن ليس لها آثار جانبية، آثارها الجانبية -يا أخي الكريم- هي معظمها في أعراض شبيهة لأعراض الشلل الرعاشي، وهذه تأتي من أمراض الذهان، وبالذات مضادات الذهان التقليدية، واستعمالها لفترة طويلة أكثر من سنتين قد يؤدي إلى حالة أيضا نادرة، يكون فيها حركات لا إرادية في الفم واليدين، ولكن أيضا كما ذكرت ليس لها تأثير عقلي، أنا أفهم القلق الذي أصابك لأنك قد تكون أخذت أدوية نفسية ولم تكن حالتك تستدعي ذلك، ولكن هذا لا يؤثر -يا أخي الكريم- طالما توقفت عنها، والآن كل المشاكل -إن شاء الله- تزول، وعليك بالمتابعة اللصيقة مع طبيب نفسي أو استشاري حتى يطمئنك على أن كل شيء سليم، والاسترس لا يحتاج في كثير من الأحيان إلى أدوية، يحتاج إلى علاجات نفسية فقط.
وفقك الله وسدد خطاك.