السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب تقدمت لخطبة فتاة ذات خلق ودين وحسب ونسب، ولكنها ليست جميلة كما أتمنى، وافقت بعد إقناع أهلي لي، مشكلتي بأنني أقنعت نفسي بعد التأثر بكلامهم، وتشجعت كثيرا، وضربت شرط الجمال في عرض الحائط، وقلت بأن جمال الروح هو الدائم.
حينما تقدمت لها تقدم لخطبتها اثنين من أقاربها، وفضلني والدها لأنهم غير مناسبين لها، ولكن أقاربها وأهل بلدتى مقتنعين بأن والدها رفض أقاربها بسببي أنا، أكملنا ثلاثة أشهر ونحن مخطوبين، وكل يوم أرغب في فسخ الخطبة وتركها، وما يمنعني خوفي من شماتة أقارب والدها به، وللأمانة هو رجل لا يستحق ذلك، لأنه محترم جدا، وعلى خلق ودين، وأنا أحبه واحترمه.
في داخلي شعور يخبرني بأننى لو تزوجتها سأظلمها، أو ربما لا أرتاح فأطلقها أو أتزوج عليها، وتنقلب حياتي إلى هم ونكد، شككت بأنني محسود أو مسحور، وداومت على سماع الرقية الشرعية، والقرآن في غرفتي يشتغل لأيام دون انقطاع، استشارتي لكم: هل أنا مذنب لو تزوجتها رغم إحساسي بأنني سوف أظلمها؟ وهل أكون مذنبا لو تركتها بعد أن تعلقت بي، وسأكون سببا لإحراج والدها؟ أفيدوني ماذا أفعل؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا وسهلا بك في موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما سألت:
لا شك أن المرأة التي يختارها الرجل حتى شريكة حياته ينبغي أن تتوفر فيها أمور، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، [رواه البخاري برقم ٥٠٩٠].
المراة المتدينة الصالحة فيها الخير والبركة لها ولزوجها ولأبنائها ولمجتمعها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) [رواه مسلم برقم 1467].
أنت ذكرت أن هذه الفتاة متدينة، وأهلها صالحون، ولكن لديك تردد في كون تلك الفتاة متواضعة في جمالها، وهل تتزوج بها أم لا؟ وبما أنك مازلت في مرحلة الخطوبة، وهذه المرحلة لك سعة فيها في إكمال الزواج أم فسخ الخطبة، وهذا حق لك وللمخطوبة، وعلى هذا فالذي ننصحك به أن تنظر هل تستطيع أن تضغط على نفسك وتقبل بهذه الفتاة وتغلب جانب الدين على جانب الجمال، ثم تنسى الأمر تماما، فإن كنت تستطيع فاستعن بالله وأكمل مشوارك معها بالزواج.
أما إن كنت لا تستطيع أن تنسى موضوع الجمال، بل سيبقى في نفسك حرج من هذا الأمر، وكما ذكرت أنك تخشى أن تظلم هذه المرأة بعد الزواج، فلهذا نصيحتي لك في هذه الحال فسخ الخطبة، ولا حرج عليك في ذلك، وستجد امرأة صالحة وجميلة -بإذن الله تعالى-، وأرجو أن لا تحمل أي هم من كون الفتاة تعلقت بك، فإن الله سيخلفها بخير، وكذلك لا تحمل هم أنك لا تريد جلب الحزن لأهلها، فكما ذكرت عنهم أنهم من الصالحين، ويمكن أن يتفهموا وجهة نظرك إذا وجد من يشرح لهم الأمر، وأنه طرأت أمور تجعلك لا تريد أن تتم الزواج، ولا يلزم أن تذكر لهم موضوع جمال ابنتهم.
اعلم -أخي الكريم- أن الترك وأنت ما زلت في مرحلة الخطوبة أهون بكثير من أن تطلقها، أو تظلمها في حقوقها بعد الزواج.
وفقك الله لمرضاته.