هل في الدعاء على من ظلمني ظلم؟

0 191

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وحتى لا أطيل عليكم، سبق وأن ارتبطت بفتاة وحدثت خلافات وتم فصل الخطبة، وارتبط بهذا الفصل ظلم وإهانة وإذلال من والد الفتاة، إذلال لم تتحمله نفسي، وإهانة بالغة من شدتها ظللت منذ عامين أتذكرها كل يوم عشرات المرات ولا تخفى عن فكري، وتسبب لي إيذاء نفسيا شديدا قد يؤثر على مزاجي وحالتي النفسية، احتسبتها لوجه الله وقلت اللهم اجعلني من المحسنين، ومنعت نفسي عن رد الإهانة أو الأذى، ووجدت في الدعاء عليهم ردا اعتباريا، وسؤال الله القصاص لي فيهم جميعا، وأنا أدعو أن يقع لهم ما أحدثوه نحوي فقط من ذل وإهانة وظلم وأذى دون تجاوز في الدعاء؛ لأني أريد القصاص لا أكثر، ولذلك أختار أوقات الدعاء المستجابة في السجود، وقيام الليل، ورفع الكفين، وكل الأوقات للدعاء عليهم، ولا أكل ولا أمل، ونفسي ترفض المسامحة! والله حاولت ولكن نفسي تأبى ذلك، فهل هناك حرام أو ظلم من هذا الدعاء عليهم؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالأفضل للمظلوم أن يعفو عن ظالمه، قال تعالى: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين}.(الشورى:40).

وقال سبحانه: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور}.(الشورى:43)، وقال سبحانه: {وأن تعفوا أقرب للتقوى}.(البقرة:237).

وقد وردت أحاديث كثيرة في مدح العفو والصفح عن الناس احتسابا للأجر في الآخرة، ولكن إذا كان المظلوم يريد الأخذ بحقه ممن ظلمه، فإنه يجوز له ذلك ومن حقه أن يدعو على من ظلمه دون اعتداء أو مجاوزة، قال تعالى: {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل}. (الشورى:41)، وعليه فلا مانع من أن تدعو على من ظلمك دون اعتداء أو تجاوز عليهم، مع أن العفو والصفح أفضل لك في الدنيا والآخرة.

خاصة وأن الأمر ليس مستمرا، بل قد انقطع الحدث بينكم من فترة كبيرة، فاستمرارك بالدعاء عليهم يجعلك تعيش الحدث نفسه وتفاصيله، فيؤثر على نفسك ويسبب لك آلاما نفسية، لذا ننصحك بالاكتفاء بما سبق من دعاء عليهم، وربك حكم عدل يقتص للمظلومين من الظالم عاجلا أو آجلا، فهون على نفسك ودربها على نسيان الحدث وتفاصيله والقائم به.

وإذا ذكرته نفسك أو خطر ببالك فأكثر من الاستغفار والتسبيح وذكر الله حتى تهدأ نفسك وتنسى الموضوع.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات