السؤال
الدكتور الفاضل محمد عبد العليم
تحية طيبة خاصة لك، ولموقعكم المحترم خاصة.
ابنة أختي عمرها 16 عاما، تعاني منذ فترة طويلة من انعزال وانطواء ملفت حتى مع أهلها مع خجل يفوق التصور، مع أقرب المقربين، ومع جميع الناس بلا استثناء...
وعموما ليس لديها أي عناية بذاتها ونظافتها وترتيبها مقارنة مع من هم في مثل سنها في النطاق الطبيعي.
المسألة الثالثة: تعاني من خوف شديد لأتفه الأسباب ومن كل شيء تقريبا، ورغم تفوقها بالدراسة وذكاءها إلا أنها لا ترى مبررا لها؛ لأنها ممكن أن تموت بأي لحظة ويضيع تعبها، وكثير من هذه الأفكار الغير منطقية.
المسألة الرابعة والأهم: أن لديها صديقتان مقربتان متعلقة بهما إلى حدود ملفتة للنظر تصل إلى عدم تقبل مثل هذا النوع من العلاقة، ضمن إطار العلاقات بين الناس عموما والمراهقين خصوصا، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر وجه من أوجه هذه العلاقة، أنها ترفض بشدة مثلا القيام بأمر ما كالطعام والاستحمام حتى تتأكد أن صديقاتها قامت بنفس العمل، وقد صرحت لأمها (التي تجمعها بها علاقة سطحية جدا) أن صديقاتها أقرب إلى قلبها محبة منها، وباعتبارها أنها سورية وتعيش في الأردن حاليا، فقد سمعت أكثر من مرة أن فكرة العودة إلى سورية قائمة في أي لحظة، عندها قالت سأنتحر وأموت ان ابتعدت عن صديقاتي وهي تعني ما تقول بكل جدية.
وهذه كلها أمور ملاحظة من قبل أختي وزوجها مع محاولات معها بالتغيير كلها باءت بالفشل.
بالأمس حدثت مشكلة مع أمها عندما منعتها من الذهاب إلى صديقاتها في عطلة نهاية الأسبوع، ثم اختفت لساعتين وبعد البحث عنها وجدوها جالسة في الحمام وشعرها منكوش، وكردة فعل من الأم قامت بنقاشها، فلم ترد فضربتها مع الأسف ضربا شديدا لم تحرك ساكنا ولم تبكي، ولم تدافع عن نفسها حتى وتبين لاحقا أنها غير واعية لكل ما حدث، ولا تتذكر منه شيئا، عندما حدث ما حدث راجعت الأم كل ما سبق أعلاه، ووجدت أنها أمور غير طبيعية، ووقعت في كمد شديد، فنصحتها وأكدت عليها الذهاب لطبيب فورا ودون تأخير.
العائلة مستقرة ماديا ونفسيا واجتماعيا، وعلى جميع المستويات، ولا تعاني من أي مشاكل من شأنها أن تكون سببا لمثل هذه الاضطرابات، وغالبا الموضوع جيني بيولوجي بحت، ولكن أحببت الاسترشاد برأيكم السديد ونصيحتكم، وتشخيصكم المبدئي الذي أثق به جدا.
عذرا على الاطالة، ولكن لا بد من شرح جميع الجوانب بدقة لكم.
تحياتي لكم.