أعاني من وسواس الموت والهلع، فما العلاج؟

0 128

السؤال

عمري26، تخرجت من الجامعة قبل ثلاث سنوات، عندها مررت بضغوطات نتيجة الفراغ ومشاكل في المنزل، في مرة من المرات استيقظت من النوم للذهاب للحمام عندها بشكل مفاجئ أحسست بدوار وتنميل في كامل جسدي، وضيق في النفس، ظننت أنه الموت، كان ذلك لمدة 5 دقائق وأقل، ثم اختفت الأعراض، بعدها أصبت بوسواس الموت بشكل خفيف، ولكني استطعت التغلب عليه بالتجاهل، بعد مرور سنتين مررت بالكثير من الضغوطات نتيجة الفراغ وعدم إيجاد عمل ونتيجة إصابة شخص عزيز من العائلة بالسرطان ومعاناته الشديدة بها أصبت بجرثومة بالمعدة سببت لي قلقا، وفي يوم كنت مرهقة تناولت طعاما من الخارج لم يناسب معدتي وأصبت بنوبة هلع شديدة استمرت لساعة وأكثر، بعدها أصبت بعدم الارتياح والخوف والترقب، والخوف من الأماكن الضيقة والبقاء وحيدة والخروج من المنزل.

خفت تلك الأعراض ولم يبق إلا القليل منها، لكن ترقبي الدائم لنوبة الهلع، وخوفي منها جعلها تتكرر، بعد 4 أشهر مارست تمارين الاسترخاء والتنفس، وقليلا من الرياضة، ولكن بشكل متقطع استفدت كثيرا، ولكن تفكيري الدائم بها يجعلني في خوف دائم وترقب ويعيقني، علما أنني أخرج وأستمتع في الخروج، وأختلط بالناس.

ذهبت لطبيب نفسي وكتب لي سبراليكس لمدة 4 أشهر، وزناكس لمدة شهر، لم أتناول الدواء إيمانا مني أن سبب ذلك هو تفكيري الدائم والفراغ؛ ولأني وجدت من استخدمت الدواء ثم عادت له.

أريد التخلص منها نهائيا بدون أدوية، لا أرغب في استخدامها، وكم يجب علي الاستمرا بالاسترخاء والرياضة للتخلص منها، حيث أني مارست رياضة المشي لمدة شهر، نصف ساعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، أنا أعتقد أن حالتك من بداياتها إلى نهايتها هي نوع من قلق المخاوف، وأحسب أنه من النوع البسيط -إن شاء الله تعالى-، وبالفعل لا داعي لاستعمال الأدوية في حالتك لكن تحتاجين لأن تغيري نمط حياتك بالكلية وبقدر المستطاع، وتغيير نمط الحياة يكون على مستوى السلوكي النفسي وكذلك الاجتماعي والإسلامي هذه كلها إن شاء الله تعالى تتضافر مع بعضها البعض وتؤدي إلى بناء شخصية قوية ومطمئنة وقليلة الوسوسة والمخاوف.

على المستوى الاجتماعي لا بد أن تكونين شخصا فاعل داخل أسرتك، ولا تكونين مهمشة أبدا الفاعلية داخل الأسرة تعطيكي ثقة كبيرة جدا بنفسك وتصرف انتباهك عن الأعراض المرضية خاصة الخوف، وعلى المستوى الاجتماعي العام تواصلي مع صديقاتك خاصة الصالحات من الفتيات، ويا حبذا لو اندمجت ودخلت في أي نوع من العمل الاجتماعي المفيد هذا يبعد عنك الفراغ ويشعرك أيضا بقيمة ذاتية كبيرة، وعلى الجانب الاجتماعي أيضا ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة فيها خير كثير جدا، تمارين الاسترخاء كما تفضلت، العلاج عن طريق التأمل الإيجابي هذا أيضا مفيد جدا وهذا يعتبر نوع من العلاج النفسي السلوكي.

ودائما حاولي أن تتخلصي من الفكر السلبي وتنظري إلى ما هو إيجابي هذا مهم جدا، الغرس والزرع الفكر الإيجابي ليس خداعا للنفس إنما هو وسيلة ممتازة للتخلص من السلبيات واسعي نحو ذلك، أيضا اضعي اهداف أنت الآن تخرجت من الجامعة والحمدلله هذا أمر جيد، وما هي المرحلة الآتية القادمة، أن تدخلي في دراسات عليا، البحث عن عمل مناسب، أي شيء من هذا القبيل هذا مهم وجيد جدا، أيضا الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن أنا أعتقد أنه سوف يكون إضافة عظيمة جدا في حياتك، وأعتقد أنه من المهم جدا بالنسبة لك أن تحسني إدارة الوقت هذا أكرره، حسن إدارة الوقت يعني حسن إدارة الحياة، وحاولي دائما أن تتجنبي السهر أن تنامي نوما ليليلا مبكرا أن تستيقظي مبكرا، لأن فترة البكور فترة فيها خير كثير، ووجد أن معظم المواد الكيميائية الدماغية المتعلقة بالموصلات العصبية تفرز في فترة الصباح، هذا أيضا تغيير في نمط الحياة أعتبره إيجابي.

إذا لا نستطيع أن نقول أن الاستمرار في الاسترخاء والرياضة يجب أن يكون له زمن معين لا، يجب أن يكون نمطا للحياة وذلك مع بقية ما ذكرته لك من إرشادات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات