أريد حلا لضعف شخصيتي وثقتي بنفسي.

0 126

السؤال

السلام عليكم.

شخصيتي ضعيفة وانطوائية منذ الصغر، ولا أقدر على مواجهة الآخرين، وليست عندي حياة اجتماعية، ولا أحسن التصرف في المواقف، وهذا يسبب لي الإحراج أحيانا، وأعاني من قلة الكلام، ولا أعرف بماذا أتحدث مع الآخرين.

أفكر كثيرا في كل الأمور، حتى الصغيرة منها تأخذ حيزا كبيرا من تفكيري وحياتي، دائما أفكر أني لو قلت كذا أو فعلت كذا كان أفضل، وأندم كثيرا على أمور، وأقول ليتني لم أفعل أو أقل ذلك، وتكون هذه الأفكار مسيطرة على عقلي تماما, وأشعر دائما بقلة التركيز وتشتت الذهن.

في العمل أرغب كثيرا في التحدث مع الآخرين، ولكني أفكر كثيرا ماذا سأقول؟ وكيف أبادر بالحديث؟ وأبقى صامتة طوال الوقت، وأشعر بأن بعض زميلاتي في العمل يشاركنني الحديث من مبدأ التعاطف مع شخصيتي, أشعر بعدم أهميتي لدى الآخرين مما سبب لي التضايق الشديد، وأتردد كثيرا في الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما يهمني الآخرين وكلمهم كثيرا لدرجة تجاوزت الحد الطبيعي، وعند اختلاطي مع الناس ينتابني شعور بالغيرة أحيانا.

درست فرعا غير راغبة فيه وغير متمكنة منه، ودائما أخشى أن يسألني أحد فيه، وأن لا أعرف الإجابة، كما أني إلى الآن لم ألتزم بالصلاة وقراءة القرآن، وكل ذلك سبب لي الاكتئاب، وتمر علي أوقات لا أرغب برؤية أحد، وأميل إلى النوم، وأشعر بأني لا أريد فعل شيء, أشعر دائما بعدم الارتياح والسعادة في هذه الحياة.

أريد حلا لمشكلتي لتصبح شخصيتي قوية واجتماعية، وأتخلص من التفكير الزائد، ولا أعطي للناس أهمية كبيرة في حياتي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، مشاعرك سلبية حول ذاتك والإنسان حين يرى نفسه شخصية ضعيفة وانطوائي أو غير فعال، نقول له يجب أن تعيد تقيم ذاتك، ولا تكون مجحفا في حقها، بمعنى الإنسان يجب أن لا يضخم نفسه، ويجب أيضا أن لا ينقصها حقها، كل الذين يتحدثون عن ضعف الشخصية وعدم الثقة في ذواتهم أثبتت الدراسات أن تقيمهم لأنفسهم ليس صحيحا، فأنا أود أن أذكرك بهذه الحقيقة وعليها أقول لك راجعي أفكارك حول ذاتك.

وبعد ذلك افهمي ذاتك، واقبلي ذاتك، ثم اسعي لتطويرها هذه هي الطريقة التي يحسن فيها الإنسان انطباعه عن ذاته، وهذا ليس خداعا للنفس، ومن المهم جدا أن يدرك الإنسان أي إنسان أنا وأنت وغيرنا أن الله تعالى قد كرمنا في هذه الحياة، وأنت الآن إذا نظرت إلى حياتك سوف تجدين فيها الكثير من الإيجابيات.

فالحمد لله أنت لديك عمل مستقرة، فأنت أفضل من الكثير والكثير جدا من الناس، وأود أن أنبهك من المهم أن تحكمي على نفسك بأفعالك وليس فقط بمشاعرك السلبية أو أفكارك السلبية، وإذا كانت الأفعال سلبية فاجتهدي أن تطوري من ذاتك من خلال الأفعال الحسنة، وأفضل شيء لتطوير الأفعال هو حسن إدارة الوقت، أن تخصصي لكل شيء وقته المناسب، العمل، الترفيه عن النفس، العبادة، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة هذه الكيفية التي تشعرك إن شاء الله تعالى بأنك أفضل مما تتصورين.

أنا أنصحك أيضا بممارسة الرياضة، الرياضة حقيقة تعطي الإنسان إيجابية كبيرة حول ذاته، وأحرصي على النوم الليلي المبكر وتجنبي النوم النهاري، وارجع مرة أخرى لتنظيم الوقت حتى وإن قمت بكتابة يومية لإدارة الوقت وأن تلتزمي بها هذا سوف يكون أمرا جيدا ومفيدا لك جدا، أنا أراك أيضا شخصا حساسا ولديك شيء من الوسوسة، وهذه الوسوسة جعلتك حقيقة تكونين حذرة ومتحوطة أكثر مما يجب.

أقول لك نعم التحوط جيد، لكن يجب أن لا يكون بهذه الدرجة، فإذا أنت مطالبة بأن تحقري الفكر الوسواسي التحوطي الشديد، هذا يجب أن تحرصي فيه.

حرصك على أمورك دينك أراه أمرا ملزما، وبالنسبة لك سيكون مفيدا جدا، الصلاة في وقتها (أرحنا بها يا بلال) هكذا كان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، الأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء تعطينا طاقات نفسية وشعورا بالأمان عظيما جدا، تلاوة القرآن وتلاوته بصورة صحيحة، والآن حتى بالنسبة للذين يعيشون في غير بلاد المسلمين توجد وسائل كثيرة على الانترنت لتعلم القرآن، أنصحك بأن تبدئي في برنامج لتجويد القرآن، والشيخ الدكتور أيمن راشد السويدي -جزاه الله خيرا- لديه برامج ممتازة على اليوتيوب لكيفية تعلم تلاوة القرآن بصورة صحيحة هذه هي المنهجية التي تطورين بها نفسك.

أرى أنه لا بأس أيضا أن تتناولي أحد محسنات المزاج المضادة الوسوسة والقلق عقار مثل بروزاك، والذي يسمى فلوكستين، وهو عقار سليم لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية إذا تناولته بجرعة كبسولة واحدة، وهذه جرعة صغيرة تناوليها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناولها، أعتقد أنه أيضا سوف يساهم كثيرا في تحسين مزاجك وطريقة تفكيرك حيال نفسك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات