أعاني من وسواس الخوف من الموت والأمراض، وأريد علاجا لحالتي.

0 159

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب معاق حركيا، عمري22 سنة، عندما كنت في سن 12سنة أجريت عملية لقدمي، وقبل العملية كنت أخاف أن أموت أثناء العملية، وبعد فترة أجريت عملية أخرى، وبنفس الخوف، وكان معي أبي فقط في كل عملية، وفي العملية قبل الأخيرة وضعوا لي جبيرة على بطني ورجلي، ولازمت الفراش3 أشهر لم أخرج من المنزل، بعد فك الجبيرة لم أعد قادرا على التأقلم في الخارج، وأصبحت أكره الخروج والازدحام والأماكن العالية والمكشوفة.

أنا أعاني من وسواس الموت، وخوف الابتعاد عن الأهل والمنزل، كرهت الدراسة، وفي كل مرة أشتكي للأهل يقولون بأني أوسوس، وهذه الحالة تزداد وتنقص، ولا أخرج إلا مع أهلي أو من أشعر معه بالأمان، كما أخاف من البقاء وحدي، وعند الموجهات تزداد ضربات القلب، وأشعر بالاختناق، وعندما أخرج لمسافة قصيرة عن المنزل أشعر بأني سأموت، ويبدأ جسمي بالتنميل، ويخفق قلبي بسرعة.

الحالة تزداد في بعض الأيام، ولكن الشعور بالموت أو توقف القلب أو أنه سيصيبني مكروه أصبح شيئا يزعجني، مع العلم أني أدرس في الجامعة، وفي الفترة الأخيرة لم أذهب للجامعة، لأني أخاف أن أمرض، كما أشعر بأني أريد الرجوع بسرعة إلى البيت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالإعاقة الحركية في حد ذاتها تسبب مشاكل نفسية، لأن الشخص وبالذات في مرحلة الطفولة يحس أنه مختلف عن الآخرين وقد يسمع بعض التعليقات الساخرة من بعض الأطفال، فهذا يؤثر في نفسه كثيرا، وهنالك مشكلة أخرى أحيانا أصحاب الإعاقة الحركية بحسن النية أهلهم يغدقون عليهم في التدليل والحماية؛ ولذلك أيضا عندما يكبرون تكون عندهم مشكلة الاعتماد على الذات.

الحمد لله -يا أخي الكريم- أنك الآن تخطيت الكثير من الصعاب، والدليل أنك الآن تدرس في الجامعة، ولكن تعاني من قلق ورهاب ومخاوف وسواسية، وإن اجتزت الكثير من الصعاب لكن كونها تمنعك الآن من الذهاب إلى الدراسة فهذا مقلق، ويتطلب علاجا؛ لأنه الدراسة الجامعية مهمة لكل الناس، ولكنها تصبح أكثر أهمية لمن هم مثلك، لأنهم بهذا تزيدهم الثقة، وتعطيهم الإحساس بأنهم مثل الآخرين يستطيعون أن ينجزوا ويستطيعون أن يتعلموا، بل حتى يستطيعون أن يتفوقوا، فلذلك -يا أخي الكريم- تحتاج الآن لعلاج نفسي لمساعدتك من هذا القلق والرهاب الذي يمنعك من الخروج من المنزل والذهاب إلى الجامعة والتواصل مع الآخرين.

وقد يكون العلاج دوائيا أو علاجا سلوكيا؛ ولذلك -يا أخي الكريم- تحتاج للذهاب إلى طبيب نفسي لعمل مقابلة معه، وسوف يأخذ التاريخ المرضي بالتفصيل منذ أن كنت صغيرا، ومن ثم يجري فحصا للحالة العقلية عن طريق المقابلة المباشرة، وبعدها كما ذكرت يصرف العلاج لك أو يقرر الخطة العلاجية المناسبة، وقد تحتاج لمزيد من الجلسات النفسية للدعم النفسي، لأنك كما ذكرت المعاق حركيا أيضا يعاني من مشاكل نفسية وقد يحتاج إلى الدعم النفسي منذ الصغر من خلال جلسات نفسية وتأهيل نفسي مع التأهيل البدني.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات