مقولة: (حماتك تحبك) .. دلالتها ورصيدها من الشرع والواقع

0 487

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم.

لا بد أنكم سمعتم بمقولة (حماته لا تحبه)، وهذه المقولة تقال للشخص إذا لم يحضر على موعد الطعام أو عزومة طعام، أو أنه في أغلب الأحيان عندما يعزم على عزومة، تحصل له مشاكل أو معوقات ولا يحضر إلى عزومة الطعام، فيقولون له: (حماتك لا تحبك).

أما الشخص الذي يأتي على موعد عزومة الطعام، ويعزم كثيرا، ولا يتعرض لمعوقات وموانع في الحضور إلى عزومة الطعام فيقال له: (حماتك تحبك) فهل فعلا يوجد ربط بين الموضوعين حقيقة، ومن الناحية الاجتماعية والنفسية والعلمية؟ حيث إننا نواجه هذا الموضوع ونستشعره بوضوح في حياتنا الاجتماعية، فأنا أعرف أن الأمثال الشعبية تأتي من الواقع ومن خبرة المجتمع، وإذا كانت الإجابة بنعم فكيف يجعل الشخص حماته تحبه؟ مع العلم أن زوج ابنتها لا يسيء لها ويحترمها، وإنما كرهها له من منطلق دوافع عندها لا يعرفها إلا الله وهي ـ أي الحماة ـ.
شاكرا لكم مشورتكم ونصيحتكم بهذا الموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اطلعت على استشارتك، والتي تتعلق بحبك لحماتك، وما يتعلق من ذلك بقضية الطعام.

أولا: لا علاقة لما تقول بشرعنا الحنيف، ولا بالواقع العملي، ولكنه مثل كسائر الأمثال التي لا نجد ما يسندها من شرع ولا واقع.

ثانيا: نحن نحتاج في مناهج حياتنا أن نرجع لديننا، فهو منهج الحياة، حيث وضعه العليم الخبير وعلى لسان الرسول المعصوم الأمين، ولم نجد لهذا أصلا في الشرع، ولكن عوامل الحب قد بينها ديننا، ولتعلم أخي أن هناك من الحموات من يجعلن الحياة جحيما لا يطاق إن كانت هناك كراهية بين الحماة ونسيبها.

ومما يغرس الحب في النفوس التهادي، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا)، فهذه وسيلة لغرس الحب في النفوس، ثم حسن الخلق والتعامل به بين الناس، فهو الذي يرفع الإنسان إلى درجة الصائم القائم عند الله، ويجعله بين الناس محبوبا، فعامل حماتك بخلق حسن، وقدم لها الكلمة الطيبة، واصفح عن هفواتها، وصلها، وأعطها، فإن هذا العطاء يحول العدو إلى صديق.

ثم أحسن إلى ابنتها، فهي فلذة كبدها، تفرح لفرحها، وتتألم لألمها، فإن فعلت ذلك فإن شاء الله ستكون محبوبا لديها، وسوف تشعر بسعادة إن شاء الله؛ لأنها إن أحبتك انعكس حبها كذلك على بنتها لك، ولكن ومع ذلك إن لم تحضر ولائم الطعام فلا تظنن أنها ما تزال غاضة عليك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات