أنا قليلة الكلام في الاجتماعات لكني جرئية في الإلقاء.. هل هذا دفاع؟

0 111

السؤال

السلام عليكم

كنت قد أرسلت إلى حضراتكم أكثر من مرة حول مشكلة الرهاب الاجتماعي الذي أعاني منه، ولكن هذه المرة أريد تحليلا لشخصيتي.

صحيح أني قليلة الكلام حين أكون وسط مجموعة من البنات وأخاف من مواجهة الشباب؛ مما يسبب لي حرجا كبيرا، لكنني اكتشفت أني أكون أقل خوفا أثناء الإلقاء أمام الطلاب، أقلق فقط قبل الإلقاء ومع البداية، ولكن سرعان ما يذهب القلق وأبدأ في الشرح بطلاقة.

مع العلم أني أكون مع زميلتي، ولكني أتحدث أكثر منها، وقد لاحظت أن بعض زميلاتي مثلا رغم أنهن لا يعانين من الرهاب، ولكن يبدو عليهن أثناء الإلقاء، فلماذا أنا عكسهن؟ هل تفسر حالتي على أنها دفاع؟ أقصد أن خوفي من الناس جعلني أكون أشجع حتى لا أتعرض للحرج أمامهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، قطعا تحليل الشخصية يحتاج إلى أربع مكونات أساسية وهي المقابلة الشخصية والفحص الإكلينيكي، ثم بعد ذلك الخلاص مما يعتقد الشخص عن ذاته، والنقطة الثالثة والمحور الثالث هو ما يتصوره بقية الناس عنه، خاصة الذين يعرفونه، والمحور الرابع هو إجراء بعض المقاييس النفسية المتعلقة بالشخصية.

الذي أراه في حالة الرهاب هذا الذي تعانين منه هو رهاب ظرفي يكون في البدايات، وبعد ذلك تنطلق طاقتك النفسية، وهذا قطعا هو رهاب الأداء أكثر مما هو رهاب اجتماعي حقيقي.

وموضوع الخوف من مواجهة الشباب مما يسبب لك حرجا كبيرا أعتقد أن هذا ليس رهابا، هذا حياء، هذا حياء والحياء شطر من الإيمان -أيتها الفاضلة الكريمة-، وكثيرا ما نشاهد الرهاب الاجتماعي والخجل والحياء متجسد لدى بعض الناس، فأنا أعتقد أن لديك ما يمكن أن نسميه برهاب الاداء من الدرجة البسيطة، ولديك شيء من الحياء، ولا أراك مريضة حقيقة أبدا، وأعتقد أن تحوطك وخوفك من الناس زودك بطاقات نفسية إيجابية؛ لأن تكونين متميزة في أداءك، والإنسان يحتاج لشيء من القلق والرهبة عند مواجهة الآخرين هذا أمرا طبيعي ومطلوب، والذي لا يقلق لا ينجح، والذي لا يخاف لا يحمي نفسه، والذي لا يوسوس لا ينضبط.

فهي كلها سمات إن وجدت بكيفية معقولة نعتبرها أمرا إيجابيا، أما إذا احتقنت وتكاثرت عند الإنسان ولم يقاومها، ولم يوجهها التوجيه الصحيح، فهنا تكون سلبية، أرجو أن لا توسوسي حول الأمر، ما تعانين منه هي ظاهرة، أنا أراها إيجابية أكثر مما هي سلبية، لا تفرضي على نفسك رقابة صارمة في المواقف الاجتماعية هذه هي نصيحتي.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات