السؤال
السلام عليكم
أعاني من مرض ثنائي القطب، أعيش في أستراليا، في عام 2015 حدثت لي نوبة هوس شديدة على إثرها علمت بإصابتي بالمرض، ولكن المشكلة أن المرض كان موجودا عندي منذ الصغر، ولم أكن أعلم، وتأقلمت معه.
أعطاني الطبيب عقار اللثيوم لمدة عشرة أيام، لكن لم أتقبل الدواء، وبعدها استقرت حالتي بدون أدوية، وأنا الآن أشعر بحالة اكتئاب شديدة، فهل من الصحيح أن أستمر بدون أدوية.
مع العلم الاكتئاب يذهب فترات ويعود، وقد انقطع عني الهوس منذ 2015.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حدوث نوبة هوس ولو واحدة يعني أنك تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وهذا يعني أنك قد تتعرض إلى نوبة اكتئاب في المستقبل هذا حتمي، ولذلك أي تعرض لنوبة هوس يكون هذا اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وهذا ما حدث معك بالضبط يا أخي، تعرضت لنوبة هوس والآن تتعرض إلى نوبة اكتئاب، ولذلك يجب أن تأخذ علاجا.
والعلاج هنا يكون علاجا للنوبة نفسها، وعلاجا وقائيا، حدوث نوبتين من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية بغض النظر عن نوع النوبة إما اكتئاب وإما هوس؛ يتطلب الاستمرار في أخذ علاج وقائي قد يستمر لعدة سنوات.
والعلاج هو مثبتات المزاج بصورة عامة حتى ولو كانت الحالة اكتئابية، والليثيام هو أفضل علاج مثبت للمزاج، ولكن طبعا يتطلب فحصا دوريا؛ لتحديد نسبة الليثيام في الدم، ويتطلب فحصا للغدة الدرقية، أو وظائف الكلى قبل البدأ في تناول الليثيام، ولا أدري بالضبط لماذا لم تتناول الليثيام؟
الشيء الآخر: هناك مثبتات مزاج أخرى، مثل: الصوديوم فالبرويت، اللامتروجين، والكاربومزابين، كل هذه مثبتات للمزاج، ولذلك يا -أخي الكريم- ننصحك بتناول علاج الآن، لا تنتظر حتى تأتيك نوبة الهوس، نوبة الاكتئاب نفسها تحتاج إلى علاجها وإهمال نوبة الاكتئاب أو إهمال علاج الاكتئاب يا أخي الكريم في حد ذاته غير المعاناة التي تعانيها من الاكتئاب قد تأتي بعده نوبة هوس، فلذلك يجب عليك العلاج بمثبتات المزاج، والمتابعة مع الطبيب.
وفقك الله وسدد خطاك.