السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل.
توفيت أمي قبل شهرين ومن وقتها وأنا تعبان نفسيا، بدأت أوسوس بالموت، في كل لحظة أحس في لحظة بالموت! هل الإنسان يحس باقتراب أجله أم ما يحدث معي مجرد وساوس؟ وسمعت أنه من يتذكر الماضي كثيرا أنه علامة على قرب أجله!
أصبح يخيفني أي شيء عن الموت، وأحيانا أنسى الدعاء لأمي -رحمها الله- من الوسواس! أغلب الوقت أوسوس بالموت أو المرض، هل ما يحدث معي أمر طبيعي؟ وهل هي من تأثير الصدمة أو أنه حزن؟ مع العلم أني أدرس بالخارج ولم أر أحدا من أهلي منذ وفاة أمي، فهل إذا رجعت لأهلي يساعدني على التخلص من الوسواس والخوف؟ وكيف أتخلص من الوسواس والخوف والأفكار المزعجة؟
أحيانا أحس بقلبي تعبا، وأحس بإحساس كأني سأموت الآن، لم أعد أنم جيدا، وأصحى خائفا أغلب الوقت!
بما تنصحوني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فعندما يتوفى أحد عزيز على الإنسان من الطبيعي أن يحزن لوفاة هذا الشخص العزيز لديه لفترة محدودة وبعدها يعود طبيعيا، ولكن أحيانا هذا الحزن يمتد لفترة طويلة ويصبح له أعراض اكتئاب وقلق وتوتر، ولا أدري هل أنت ما زلت مثلا تتذكر والدتك وتتذكر صورتها وكل ما يمت لها بصلة أم فقط عندك أعراض خوف من الموت والوسواس؟
إذا كان الأمر هو تذكر والدتك إلى الآن وتذكر صورتها وما يمت لها من صلة فيعني هذا أنك تعاني من حزن مرضي، أما إذا لم يكن كذلك ولكن لديك أعراض خوف من الموت ولديك وسواس فقطعا أنت تعاني من مخاوف وقلق وتوتر وسواس.
وطبعا - أخي الكريم - سفرك إلى بلد آخر بعد وفاة والدتك هذا يزيد حجم المعاناة قطعا، إذا كنت موجودا وسط أهلك فقد يخفف عليك هذا كثيرا.
لا أستطيع الجزم بأن الرجوع مرة أخرى سوف يشفيك من هذه الأعراض، ولكن تحتاج إلى تدخل على أي حال، تحتاج إلى تدخل طبي، مع طبيب نفسي، يجب عليك مقابلة طبيب نفسي، وقد تحتاج إلى تناول بعض الأدوية، خاصة مضادات الاكتئاب والقلق، وقد تحتاج إلى علاج نفسي.
فجرب هذه الأشياء وأنت في الغربة - أخي الكريم - إذا تحسنت هذه الأعراض وزالت فهذا طيب، ويمكنك مواصلة عملك أو دراستك في الخارج.
وفقك الله وسدد خطاك.