السؤال
السلام عليكم
أنا سيدة أعاني منذ مدة طويلة من التهاب وحكة في الحلق حتى ينزف، وصعوبة مستمرة طوال اليوم في البلع، تزيد عند الاستيقاظ من النوم، علما أنني مستأصلة اللوز منذ سنوات.
ذهبت للطبيب، أجرى لي مسحة، وتنظيفا للمشع المتراكم في الأذن، وأخبرني بأن لدي اعوجاجا في الحاجز الأنفي، ولحمية متضخمة، وأظهرت التحاليل وجود التهاب شديد في الحلق، فأعطاني المضاد الحيوي سيبروماكس 750 مرتين باليوم لمدة 15 يوما، مع حبوب حساسية نيورين لمدة شهر.
أخذت المضاد الحيوي لمدة أسبوع، ثم توقفت عن تناوله بسبب شعوري بألم في الظهر، وانتفاخ فوق الركبة، فكنت لا أستطيع ثنيها بسهولة، وعندما أوقفت المضاد خفت الأعراض.
تحسن حلقي قليلا، لكني أشعر بشيء مزعج عند التنفس، مثل الهواء البارد، وصعوبة في البلع، لكن أخف من السابق، فما سبب حدوث هذه المشكلة بعد أخذ المضاد؟ وهل المفروض أن أستمر في أخذه كاملا حتى أتحسن؟ وما سبب تراكم الشمع؟
لأنه يتكرر لي دائما خاصة في الأذن اليمنى، وهل لانحراف الأنف واللحمية علاقة بحدوث الالتهاب؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فبالنسبة للمضاد الحيوي، فاحتمال وارد أن يكون من التأثيرات الجانبية التي تظهر أحيانا التهابا في الأوتار الكبيرة، وطالما أن الأعراض تحسنت بعد إيقاف العلاج فهذا الاحتمال وارد جدا، وكان من المفروض المتابعة بمضاد حيوي أخر طالما أن وصفة المضاد أتت بعد إجراء مسحة من البلعوم، والتي لا بد أنها أثبتت وجود تكاثر جرثومي، وعلى هذا الأساس قرر الطبيب إعطاء المضاد الحيوي, على كل حال إن كان لا زال هناك ألم حقيقي في البلعوم مع أعراض الاحتقان أو التقيح، فلا بد من إجراء المسحة مرة أخرى مع إجراء زرع وتحسس للجراثيم إن وجدت، وذلك بهدف تحديد المضاد الحيوي المناسب.
الشمع يفرز بشكل طبيعي من القسم الخارجي من مجرى السمع، وهو يهاجر بحركة بطيئة من جلد المجرى نحو فتحة مجرى السمع، ما يجعله يتراكم، (هو إما زيادة كبيرة في الإنتاج وهو ليس مرضا، وإنما حالة طبيعية) أو استخدام أعواد القطن لتنظيف الأذن؛ حيث أننا باستخدام هذه الأعواد ندفع القسم الأكبر من الشمع نحو الداخل حتى يصل لغشاء الطبل، ويسبب انسداد السمع، ويصبح لا بد من غسيل الأذن.
انحراف الحاجز الأنفي، وضخامة القرينات (اللحمية) تسبب انسداد الأنف، وبالتالي يحدث التنفس الفموي وهو ضار بالبلعوم، حيث أن الأنف مجهز لتعديل الهواء الداخل للجسم، فإن كان جافا رطبه، وإن كان مفرط الرطوبة جففه، وكذلك يقوم بتدفئة الهواد البارد، وتبريد الهواء الحار, وأخيرا فهو مجهز بأهداب مجهرية على كامل الغشاء المخاطي للأنف، تقوم بالتقاط الشوائب والغبار من الهواء، بحيث يدخل الهواء للبلعوم فالحنجرة والمجرى التنفسي نظيف وذو درجة حرارة ورطوبة مثالية للجسم, أما التنفس الفموي فيحرم الجسم من كل هذه الميزات، وبالتالي يحدث تخريش للبلعوم والطرق التنفسية بنتيجة هذا التنفس الفموي، وهذا التخريش يتجلى على شكل التهاب مزمن في البلعوم، عند حل مشكل التنفس الأنفي الصعب (سواء بإصلاح انحراف الحاجز الأنفي جراحيا، أو بعلاج ضخامة القرينات ببخاخات الكورتيزون، فإن لم تنفع فبالجراحة بقطع جزئي لهذه القرينات، أو بالكي بالكهرباء أو بالليزر).
عند حل هذه المشكلة وتحسن التنفس الأنفي، فالأغلب تحسن التهاب البلعوم المزمن إن كان السبب فيه هو التنفس الفموي، هناك حالات من التهاب البلعوم المزمن تكون ناتجة عن التحسس الغذائي، حيث عليك بمراقبة ظهور الأعراض في البلعوم بعد نوعية معينة من الطعام, أو بإجراء تحليل دموي لمعرفة الأطعمة التي تتحسسين منها.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.