السؤال
السلام عليكم
أنا شاب، منذ 3 أشهر عانيت من نوبة هلع حادة، ولا أعلم سببها، فأصابني خوف وقلق، بعدها أصبحت تأتيني هذه النوبات بشكل متقطع، وشبه دائم، وبدأت منذ 3 أسابيع باستخدام دوجماتيل 50 ملغ، ولم ألاحظ أي فائدة.
تأتيني هذه النوبات عندما أخرج مع أصدقائي، ولقد توفيت جدتي منذ 10 أشهر تقريبا، فهل في ذلك علاقة لما أعانيه، وكيف أتخلص من تلك النوبات؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولا: لا بد أن يكون هنالك تأكيد حول التشخيص، ونوبات الهلع يعرف عنها أن النوبة الأولى قد تكون شديدة، وبعد أن يتفهم الإنسان طبيعة هذه النوبات -من خلال مقابلة الأطباء، أو يقرأ عنها من مصادر معتمدة- يتقبل النوبات التالية إن حدثت بصورة أفضل من تقبله للنوبة الأولى، بمعنى أن التوتر والخوف يكون أقل في النوبات اللاحقة مقارنة للنوبة الأولى.
إذا كان بالفعل الذي لديك هي نوبات هلع من المفترض أن تكون النوبات التالية أخف، وأنت يجب أن تتفهمها، وتعرف أن ذلك نوع من القلق الحاد وليس أكثر من ذلك، ومهما يأتيك شعور بالخوف حاول أن تتجاوزه.
من المهم جدا أن تكون هنالك آليات أخرى للعلاج غير الدواء، أهمها: ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، وتعلم كيفية إجهاض هذه النوبة من خلال: تمارين الشهيق والزفير، والتغيير الفكري المعرفي، بمعنى: أن تحقر الفكرة، وتنقل نفسك إلى نوع من التفكير الآخر يكون أكثر إيجابية، وفيه شيء من الاسترخائية والانبساط للنفس.
ممارسة الرياضة الجماعية وجد أنها مفيدة أيضا، كما أن التعبير عن الذات وعدم الكتمان -الذي يؤدي إلى الاحتقان النفسي- يفيد كثيرا، حيث إن التفريغ النفسي علاج مثل التجاهل.
العلاج الدوائي: الدوجماتيل لا يعتبر هو العلاج المثالي لنوبات الهرع، هنالك علاج إسعافي يسمى (ألبرازولام) ويسمى تجاريا (زاناكس)، وهو مشهور جدا، هذا جيد في علاج النوبات الحادة، لكن لا نوصي باستعماله باستمرار أو لفترات طويلة، لأنه قد يؤدي إلى التعود.
أما الدواء الذي نرشحه ونعتقد أنه الأفيد -ولا يؤدي إلى إدمان- هو العقار الذي يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويسمى علميا (استالوبرام)، وفي مثل حالتك هذه -إن تأكد تشخيصها، وإذا كنت بعمر أكثر من عشرين عاما- تكون بداية الجرعة هي: أن تبدأ بنصف حبة (خمسة مليجراما)، تتناولها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة (عشرة مليجراما) يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجراما يوميا لأسبوعين، ثم خمسة مليجراما يوما بعد يوم لأسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هذه هي الجرعة البسيطة الوسطية، وفي بعض الأحيان يحتاج بعض الناس إلى عشرين مليجراما يوميا.
أخي الكريم: إن استطعت أن تقابل طبيبا فذلك سيكون أفضل، وأقصد بذلك طبيبا نفسيا مؤهلا، وذلك من أجل تأكيد التشخيص ووضع الخطة العلاجية، والتي لن تختلف -إن شاء الله تعالى- مما ذكرت لك من توجيه وإرشاد عام، نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لجدتك، وعليك أن تدعو لها بالرحمة وبالمغفرة وأن يتجاوز الله عنها، وأن يجعلها من أهل الجنة، وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.