السؤال
أنا فتاة بعمر 19 سنة، أمي امرأة طيبة وأحبها كثيرا، لكن لها علاقة غير جيدة مع عمتي التي هي جارة لنا!
مشكلتي -أخي الكريم- أن أمي تغضب مني ولا تكلمني عندما أزور عمتي التي أملك علاقة طيبة معها، وهذا التصرف يجرحني كثيرا.
سؤالي هو: ماذا علي أن أفعل؟ هل أطيع أمي بعدم زيارة عمتي أم أزور عمتي وأغضب أمي؟ أنا جدا محتارة، فماذا أفعل؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- بارك الله فيك – أختي الفاضلة – وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع، وحرصك على إرضاء والدتك، وصلة الرحم وفقك الله لكل خير، وجمع شمل الأسرة على محبة وخير.
- حيث إن عمتك هي أخت أبيك – كما هو الأصل – فهي من أرحامك الواجب صلتهم، وهو واجب شرعي عظيم وتركه إثم عظيم، قال تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم)، وفي الصحيحين: (الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله).
- لا شك أنه لا يجوز لأمك – غفر الله لها – أن تمنعك من صلة الرحم؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومعلوم أن قطيعة الرحم معصية للخالق، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف) رواه مسلم، فكيف إذا انضم إلى كون عمتك جارة لكم، فقد ثبت لها حق الجوار مع حق الرحم؟!.
- وأما غير الأرحام، فالأمر فيه أسهل ولا شك.
- إلا أن الواجب محاولة إقناع والدتك بمقتضى أدلة الشرع والعقل والمصلحة، وإصلاح ذات البين وصلة الرحم والتحلي بخلق العفو والرحمة والمسامحة، ومحاولة مداراتها بحسن المنطق والأدب واتقاء غضبها عليك.
- لا يلزم – حفظك الله – من صلة الرحم، زيارة عمتك في بيتها، إذ يكفي عند الضرورة التواصل الهاتفي معها ونحو ذلك مما هو متعارف عليه؛ مراعاة لتقديم طاعة الأم على غيرها عند الضرورة، مع محاولة إقناعها، والاستعانة بمن تأنسين منهم الحكمة والأمانة والتأثير والقبول لدى والدتك من الأهل والأقارب.
- أوصيك بالتحلي بحسن الخلق، ولزوم طاعة الله ووالدتك، واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، والثقة بالله تعالى في السعي الدؤوب إلى التقريب بين والدتك وعمتك ما أمكن، والاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
- أسأل الله تعالى أن يفرج همك وييسر أمرك ويحسن ثوابك ويوفقك في مسعاك ويغفر لوالدتك ويجمع شمل الأسرة على خير وسعادة.