السؤال
السلام عليكم.
فقد وصلتني استشارتكم رقم (18410)، فجزاكم الله عنا كل خير.
1. ولكن ما هو تنظيم الأولويات؟ وكيف يكون؟
2. ما هو الأهم ثم المهم؟ وكيف يكون؟
3. ما هو تنظيم الوقت؟ أنواعه؟ كيف يكون؟ وكيف أستطيع أن أضبط وقتي وأنظمه بشكل جيد حتى أستفيد منه وتكون المردودية أكثر؟
4. كيف يكون تحديد الهدف؟ ما هي الخطوات المتبعة للوصول إليه؟
التحرك إلى الهدف يحتاج إلى خطوات معتدلة فكيف تكون؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فلا داعي للاستعجال فلكل أجل كتاب، وسر على بركة الله، وتوكل عليه سبحانه، ولا تنزعج إذا لم تحقق لك بعض الأشياء، فما كل ما يتمناه المرئ يدركه، ولكن علينا أن نسدد ونقارب ولا تكلف نفسك ما لا تطيق من الأعمال حتى لا يدركك الملل.
أما بالنسبة للنقاط التي تستفسر عنها فبيانها كما يلي:
1- ترتيب الأولويات يقصد به ترتيب الأشياء التي يريد الإنسان تحقيقها حسب أهميتها وتأثيرها في بلوغ الهدف، فالذي يريد أن ينجح في الدراسة يقدم المذاكرة على قراءة الصحف والمجلات.
2- أما مسألة الأهم فالمهم فإن الطبيب الناجح إذا جاءه مريض به عدد من الأمراض فإنه يبدأ بعلاج أخطرها، فلا يهتم بعلاج الزكام لمن به مرض القلب، والطالب لا يقدم مذاكرة المواد الفرعية على المواد الأساسية وإنما الصواب أن يبدأ بالأهم ثم المهم، وحتى بالنسبة للعبادات فإذا حضر وقت الصلاة فإنها تقدم على طلب العلم، أو نادى المنادي للجهاد فإنه يقدم على غيره لأن ترك الجهاد يتسبب في ضياع الأمة.
أما بالنسبة لتنظيم الوقت فسوف يعينك عليه ما يلي: -
وضع جدول ثابت للمذاكرة ووضع مواد الحفظ في الأوقات التي فيها هدوء، وترتيب الجدول بحيث تجعل لكل مادة يوما معينا أو ساعات معينة وتجعل وقتا للأكل والترفيه ووقتا للنوم والراحة، ووقتا للمذاكرة وطلب العلم.
وكل إنسان مجتهد له أهداف يريد أن يحققها، وقد ذكرت في استشارة سابقة أن لك أهدافا تريد تحقيقها، والمسلم له أهداف قصيرة مثل النجاح في الدراسة والتفوق في مجال تخصصه، وله هدف كبير وهو عبادة الله والوصول إلى رضوانه.
ولو أننا تخيلنا هدفا نريد أن نحققه في عطلة الصيف وليكن هذا الهدف هو حفظ (الزهراوين) يعني سورة البقرة وآل عمران، وبعد تحديد الهدف نرسم الخطة فنقول هاتان السورتان يشتملان على ثلاثين ربعا وعلى نحو (73) صفحة (في مصحف خادم الحرمين)، ثم نقوم بتقسيم هذه الصفحات على عدد الأيام مع الاحتفاظ بمقدار من الوقت للمراجعة، وهكذا...
ومن الضروري التحرك نحو هذا الهدف النبيل، بخطوات معتدلة فلا تقل: سوف أحفظ في اليوم الأول عشر صفحات، وفي اليوم الثاني 7 صفحات، ولكن الصواب أن تكون خطوات الوصول للهدف معقولة، ويفضل أن تكون متساوية؛ لأن كثيرا من الناس يبدأ بحماس شديد ثم تفتر همته ويتعب، والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
والله ولي التوفيق والسداد.