السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا نبيل، عمري ٣١، أعيش بالنمسا، منذ ٤٠ يوما تقريبا كنت بالمنزل وبعد جلوسي فترة طويلة مع الجوال أتاني نوع من الألم والضغط على الرقبة والرأس من الخلف، بالإضافة إلى ضيق في الصدر والتنفس، وتسارع في نبضات القلب، مع تشنج في اليد اليسرى، وألم خفيف حول القلب، وبعد يومين ذهبت إلى المشفى وأجريت فحوصا طبية: تخطيط قلب، وتخطيط أعصاب كهربائي، وفحص الرقبة، والغدة الدرقية، وقال الطبيب المختص أني أعاني من ضغط عصبي!
المشكلة أنه في الوقت الذي أتى فيه الألم الشديد شعرت بأني سوف أموت، أصبحت أنتظر الموت، وتكررت حالة الخوف والقلق والهلع كل يومين، وأحيانا أشعر بشد الأعصاب في الرقبة، وأشعر باختناق، وشد في الكفين، وثقل في الرأس، آلام في الرقبة من الخلف وأعلى الظهر، أتناول أحيانا مهدئات عند الحاجة، وأشعر بخوف دائم، مع العلم أني أعيش وحدي في مكان ريفي ولا أهرب من شعور الخوف والموت الوشيك إلا عندما أتكلم مع أحد أخوتي على الهاتف.
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
واضح أن العيش في الغربة وحدك حيث لا أصدقاء والأهل يزيد من المعاناة، ويحدث ما يحدث معك من أعراض قلق وتوتر نفسي وليس عضويا، ولذلك الفحوصات كلها تكون سليمة والدليل عندما تتكلم مع أهلك بالتليفون ترتاح وتزول هذه الأعراض، طبعا هذه أعراض نفسية، والغربة تلعب دورا كبيرا في حدوث هذه الأعراض، وما عليك -يا أخي الكريم- إلا أن تحاول أن تجد لك معارف أو أصدقاء في هذه البقعة النائية أو الريفية من النمسا، وأنا متأكد أنك بمرور الوقت سوف تتأقلم، ولكن حتى يحدث هذا التأقلم والانتظام مع حياتك الجديدة الآن فعليك بشغل أوقات فراغك إما بأشياء تفعلها في المنزل أو أحيانا حتى بالكتابة أو القراءة، وملء الوقت ولا تترك فراغا حتى تحس بهذه المشاعر السالبة من الخوف والهلع.
وإذا استمرت هذه الأعراض أعراض الخوف والهلع أو زادت حدتها فلا مناص من مقابلة طبيب نفسي لإعطاءك بعض الأدوية حتى تمر بهذه الفترة الصعبة من التأقلم على الوضع الجديد وعلى البلد الجديد الذي تعيش فيه، ولا أدري هل أنت تعمل أم عاطلا؛ فأيضا هذا يلعب دورا، فإذا أستطعت أن تجد عملا مهما كان عدم فائدته المادية، ولكنه سيساعدك جدا على ملء الفراغ.
وفقك الله وسدد خطاك.