اكتشفت سوء أخلاق زوجي وساءت العلاقة بيننا، فماذا أفعل؟

0 181

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته

متزوجة منذ سنة ونصف، وسافرت إلى الولايات المتحدة منذ 10 أشهر تقريبا، فأنا في المشاكل مع زوجي منذ وصولي بسبب السهرات اليومية وحبة للنساء، وأيضا اكتشفت أن لديه ابنا، فلم أكن أعلم أنه بهذه الأخلاقيات؛ مما زاد الأمر سوءا، أشعر أنني وقعت في كذبة كبيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
لعلك أنت وأهلك قد استعجلتم في أمر الزواج، ولم تتحروا في توفر الصفات التي ينبغي أن تتوفر في شريك الحياة وأهمها الدين والخلق يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.

الآن أنت صرت زوجة؛ ولذلك ينبغي أن تتحلي بالصبر، وتجتهدي في إصلاح زوجك قدر الإمكان.

لا يقع في المعاصي إلا منعدم أو ضعيف الإيمان، وذلك أن الإيمان بالله يورث خوفا من الله تعالى، ويوجد في القلب حاجزا يمنع صاحبه من الوقوع فيما يسخط الله.

لرفقاء السوء دور كبير في انحراف زوجك، فاجتهدي في تغيير رفقته وذلك من خلال تواصلك وتعرفك على زميلات يكن أزواجهن مستقيمين فتطلبي منهن أن يكلفن أزواجهن بالتعرف على زوجك، ويبادلونكم الزيارات، ويجتهدوا في إصلاحه والأخذ بيده.

استغلي أوقات الصفا عند زوجك بنصحه وتوجيهه برفق وتذكيره بالله تعالى، ولا تيأسي من روح الله فلعل الله يفتح قلبه للموعظة.

اطلبي من أقرب مركز إسلامي التعرف عليه والأخذ بيده فما أكثر من هداهم الله واستقاموا بسبب تلك المراكز.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وسلي الله تعالى أن يصلحه ويهديه ويرزقه الاستقامة، وتحيني أوقات الإجابة فلعلك تصادفين ساعة إجابة فيستجاب لك.

عليك بالصبر والتأني وعدم العجلة فبالصبر تبلغين ما تريدن -بإذن الله-، والتأني من الله والعجلة من الشيطان.

وجهي زوجك نحو الصلاة فهي أول خطوة للاستقامة وأعينيه على ذلك، وامدحيه إن خطى خطوة نحو الاستقامة فالمدح والثناء من أسباب الثبات، وإن تعثر فخذي بيده مرة أخرى ولا تيأسي.

أرسلي له بالمقاطع المؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فلعل مقطعا من المقاطع يكون سببا في استقامته.

إياك أن تهملي نفسك بل تجملي له واجتهدي في إغرائه، وجره نحوك، وأشبعي رغبته الجنسية، واجتهدي في حسن نظافة البيت وترتيبه، واطلبي منه برفق ولين أن يسهر معك ولو بعض الليالي، فقطع ما اعتاد عليه بالتدريج أدعى لتركها بالكلية، وتلك سنة إلهية وتخفيف الشر ما أمكن مطلوب.

بيني له حبك وأن نصحك له خوفا من أن يصاب بعقوبة من الله في هذه الدنيا، وحتى لا ينفضح ويصل خبره إلى أسرته.

في مرحلة متأخرة إن لم ينفع ما سبق ورأيت أنه من المناسب أن تهدديه بإبلاغ والديه بما يفعل فلا بأس بذلك إن رأيت أن ذلك يزجره ولا يتسبب في مفسدة أكبر.

لا تنقبي عن ماضيه، ولا تحاولي معرفته فالذي يهمنا هو إصلاحه، وبالنسبة لولده اجعلي نفسك لا تعلمين شيئا عن ذلك فهو المسئول عنه.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجك ويقر عينيك بصلاحه إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات