السؤال
السلام عليكم.
عمري ٢٦ عاما، أعاني من دوخة، وعدم تركيز، وإحساس بضربات القلب، وقد قمت بجميع التحاليل اللازمة من دم وأشعة، فكلها سليمة -الحمد لله-، ولكن الطبيب قال: أنني مصاب بالخوف أو القلق أو التوتر، فهي تعمل علي تسارع نبضات قلبك، وبالتالي تشعر بالدوخة وعدم التركيز.
فأنا كنت مدخنا والحمد لله أقلعت عن التدخين منذ ثلاثة شهور، فمنذ أن شعرت بهذه الحالة، ولكن لدي سؤال من الممكن أن تشخص حالتي بأنها عضوية وليست نفسية؟
حينما كنت أدخن في آخر أيام التدخين قبل الإقلاع كانت تصيبني دوخة، وارتفاع في ضغط الدم، وتسارع في نبضات القلب، فما علاقة هذه الأعراض بالقلق والخوف؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdo Moh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الدوخة وعدم التركيز - وهو عرض نفسي واضح - والإحساس بضربات القلب: كلها قد تكون أعراضا للقلق وللتوتر، كما قال لك الطبيب، وكما أثبتت الفحوصات أنه لا يوجد تفسير عضوي أو أمراض عضوية تفسر هذه الأعراض.
الشيء الآخر - أخي الكريم -: حتى وإن كانت مرتبطة بالتدخين فهي أعراض نفسية وليست عضوية، التدخين نفسه له أعراض نفسية مثل الأعراض الانسحابية عندما يتوقف الشخص، ومادة النيكوتين التي في التبغ أو في السيجارة - والتي تسبب الإدمان - هي أيضا مادة تشتغل في المخ، وتؤدي إلى نوع من الاسترخاء، ولهذا يستمر الناس في التدخين، وتؤدي إلى الإدمان.
فإذا حتى التدخين له ارتباط نفسي وثيق فإذا مشكلتك - أخي الكريم - لا يمكن تسميتها بأنها عضوية، بل هي نفسية محضة، وطبعا الدوخة وارتفاع ضغط الدم - خاصة ارتفاع ضغط الدم السيستولي pression systolique - وتسارع ضربات أو نبضات القلب: كلها قد تكون أعراض قلق وخوف، الخوف - يا أخي الكريم - عندما يخاف الشخص يفرز مادة تسمى (أدرينالين) وهذه المادة هي المسؤولة عن تسارع نبضات القلب، والدوخة والآلام المختلفة، وهذا معروف في الطب.
فإذا التفسير صحيح - الذي ذكره الطبيب - أن ما تشعر به ما هو إلا قلق وتوتر، وليس هناك أي دليل مما ذكرته على أن هناك مشكلة عضوية، حتى ولو كان هناك ارتباطا بالتدخين، التدخين نفسه له بعد نفسي واضح، سواء الاستمرار عليه كإدمان، أو عند تركه تحدث بعض الأعراض الانسحابية، كل هذه الأشياء أشياء نفسية. ننصحك بمراجعة طبيب نفسي ليصف لك الدواء المناسب.
وفقك الله وسدد خطاك.