تقدمت لخطبة فتاة ثم ترددت بعد أن تابعت حسابها على مواقع التواصل، فبماذا تنصحوني؟

0 123

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود استشارة موقعكم الكريم في موضوع يخص زواجي، حيث أنني شاب أبلغ من العمر 25 سنة، والحمد لله تخرجت من الجامعة، ولم أكلم أي فتاة خارج نطاق الزمالة أو الدراسة، وكنت أدعو الله أن يرزقني زوجة صالحة حافظة لنفسها وقلبها في هذا الزمن الصعب الذي نعيشه.

المهم أني أعجبت بفتاة تربطني بها صلة قرابة من بعيد، وقررت أن أدخل البيت من بابه وأسير في الطريق الصحيح، وقمنا منذ أسبوع بطلب يد الفتاة، وحصلنا على الموافقة المبدئية والحمد لله، ولكن إجراءات الخطوبة وكتب الكتاب سوف تتأخر فترة قصيرة؛ لأن والدها يعمل في دولة أخرى، وسوف يحضر بعد 15 يوما.

وخلال هذه الفترة راقبت حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاحظت أنها منذ فترة قريبة أصبحت تضيف أصدقاء شبابا غرباء، ويتبادلون الإعجاب على المناشير والصور، وهنالك تركيز من قبل شاب معين عليها، وهي أيضا تبادله الإعجابات، علما أن المناشير غير إسلامية ولا علمية ، والحقيقة أني تفاجأت من هذا الشيء؛ لأني سألت عنها وعن عائلتها وجميع الأخبار كانت طيبة عنها، ولم أجد أي علاقات لها على أرض الواقع مع شباب حتى في جامعتها، وأصبحت الآن في شك بأن لها علاقة أو محادثة مع هذا الشاب الذي علمت أنه من دولة أخرى، ولكن متواجد معها في نفس الجامعة ولكن في كلية مختلفة.

أنا الآن في حيرة من أمري، هل أكمل في إجراءات الزواج وأتأكد من علاقتها بهذا الشاب في فترة الخطوبة؟ أو يجب أن أتأكد منها قبل أي أجراء، أو أن أنسحب بهدوء كما دخلت بالرغم من أن الانسحاب سوف يسبب خللا في علاقة العائلتين.

وهل لو تأكدت فيما بعد منها أن هناك محادثات وكلام بينهما على مواقع التواصل من دون أي شيء ملموس على أرض الواقع، فماذا أفعل في هذه الحالة?

وأطلب من حضرتكم المشورة والرأي السديد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:

إن مجرد تبادل المنشورات وتسجيل الإعجاب لا يعني شيئا، فهذا أمر طبيعي، ولا تفتح للشيطان سبيلا يتسلل من خلاله إلى قلبك ويزرع فيه الشك، فالأصل السلامة، خاصة وأن الناس يثنون عليها والناس شهداء الله في أرضه.

لا أنصحك أن تتبع هذه الوساوس ولا أن تسألها بحال من الأحوال؛ فالفتاة ولو افترضنا أنها كانت تتحدث مع فلان أو علان، فبمجرد تقدم الشاب إليها وإعلان موافقتها بالزواج منه يتوجه حبها وتعلقها بذلك الشاب لا غير، فكيف وليس لها أي علاقة معلنة؟

استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأغلق على نفسك باب الوسواس حتى لا يبقى يتبعك في حياتك كلها، فالوسواس من كيد الشيطان وباب واسع يهدم من خلاله بيوتا كثيرة.

الأصل حسن الظن والتعامل على الظاهر وقد قلت في استشارتك أنه لا يوجد شيء على الواقع حتى على مستوى الجامعة، فلو كانت هذه البنت تريد بناء علاقة في كليتها فهم أكثر الناس التصاقا بها، ويكفيك هذا في إثبات براءتها.

أنصحك بأن تتيقن من توفر الصفات المطلوب توفرها في شريكة حياتك، وأهمها أن تكون ذات دين وخلق كما أرشدنا لذلك نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب فلا خير في زوجة لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.

إن كانت هذه الفتاة صاحبة دين وخلق فتوكل على الله، وكن على يقين أن دينها وخلقها سيمنعانها من أي علاقة غير سوية، أما إذا كانت على غير دين وخلق، فنصيحتي بأن تعلن فسخ الخطوبة قبل أن يأتي والدها حتى لا تكلفه عناء السفر.

نسعد بتواصلك نسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات