السلام عليكم..

هل توجد أدوية تسبب الذهان؟ وماهي تلك الأدوية؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء -ولنا جميعا-.

سؤالك -أخي- سؤال جيد، وقل من يسأل عنه، والإجابة عليه -أخي- هي أنه لا توجد أدوية تسبب الذهان، لكن هنالك أدوية تجعل الإنسان أكثر قابلية للذهان، وهنا قد يعتبرها البعض مسببة ما دامت تجعل الإنسان أكثر قابلية لأن يحدث له ذهان، لكن هنالك فرق، لأن ليس كل الناس لديهم قابلية للذهان، فإذا قد يتناول شخصان نفس الدواء الذي يزيد من القابلية للذهان فيصاب أحدهما بالذهان ولا يصاب الآخر، لأن الفارق هنا -أخي الكريم- هو القابلية والاستعداد للمرض.

الأدوية التي تسبب القابلية للذهان ليست كثيرة، وأهمها عقار (كورتيزون) وهو عقار مشهور، يستعمل كثيرا. في بعض الأحيان إذا أعطي بجرعات كبيرة لشخص لديه قابلية للذهان هذا ربما يؤدي إلى الذهان.

هنالك بعض الأدوية أيضا -وهي قليلة وبسيطة- تستعمل في علاج السرطانات، أو ما يسمى بالعلاج الكيميائي، هنالك بعض الأدوية قد تؤدي إلى شيء من الشعور بالذهانية المؤقتة.

الدواء الذي يستعمل لعلاج مرض السل أيضا والذي يسمى INH، في بعض الأحيان قد يؤدي إلى حالة ذهانية انشراحية.

تقريبا - أخي الكريم - أستطيع أن أقول: هذه هي الأدوية التي تأتي إلى خلدي، وقد تكون تسبب القابلية للذهان، وهي الحمد لله قليلة ومحصورة جدا، وليس هنالك إشكالية فيما يتعلق بها.

أما الأدوية التي تسبب الاكتئاب فهي كثيرة - وددت أن أضيف هذه الإضافة - فكثير جدا من الأدوية قد تؤدي إلى مزاج اكتئابي في بعض الأحيان، مثلا عقار (إنترفيرون Interferon) وهو دواء مشهور جدا يستعمل لعلاج الكبد الوبائي، هذا الدواء قد يؤدي في بعض الأحيان إلى اكتئاب شديد مطبق، وقد شاهدت حالات يصل بهم الأمر إلى التفكير الانتحاري، لكن الحمد لله لا ينتحرون.

بعض أدوية علاج الضغط مثلا أيضا قد تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، هنالك عقار مشهور قديم نسبيا يسمى (مثيل دوبا METHYLDOPA)، دواء ممتاز لتخفيض الضغط عند الحوامل على وجه الخصوص، لكنه قد يدخل الإنسان في مزاج اكتئابي... وهكذا.

بارك الله فيك -أخي الكريم- وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.