السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب، أعاني منذ عدة سنوات من ألم شديد جدا ينبض في الرأس، يأتي تقريبا كل ٤ شهور، يبدأ الألم مع إحساس غريب، وشعور بالصدمة، مع فقدان التركيز، وعدم القدرة على الاستيعاب لعدة دقائق، ثم بعد عدة ساعات يرجع الشعور ذاته، مع ازدياد حدة الألم، ويبقى هذا الألم الحاد مع النوبات لمدة يوم أو يومين، ثم تخف حدة الألم وتأثير الصدمات على مدار عدة أيام.
يصاحبني هذه الأيام قلق شديد واكتئاب وخوف، وبرد شديد إذا كان الفصل شتاء، بقيت على هذه الحالة لعدة سنوات، ولكن قبل عام ونصف حدث لي شعور غريب بالصدمة، ولكن بدلا من آلام الرأس فقدت الوعي، وسقطت على الأرض، وبدأ جسمي بالارتعاش، وخروج الزبد من الفم، ونقلت للمستشفى، وأجريت صورة للمخ، كانت نتائجها سليمة، بعدها قمت بعمل تخطيط للدماغ، وقال لي طبيب الأعصاب والدماغ: إن هناك كهرباء زائدة في الدماغ، وبدأت بأخذ دواء ديباكين ٥٠٠ لمدة ستة أشهر بمعدل حبة صباحا، وحبة مساء، ثم قمت بعمل تخطيط للدماغ مرة أخرى وكان التخطيط سليما.
بدأ الطبيب بسحب الدواء تدريجيا، وتخفيف الجرعة على مدار ستة أشهر أخرى، ولكن بعد ستة أشهر من وقف العلاج سقطت مرة أخرى على الأرض، وبدأ جسمي بالارتعاش، وخروج الزبد من الفم، وعندما راجعت الطبيب قال لي: سأرجع للدواء ديباكين كرونو ٥٠٠ لمدة ثلاث سنوات.
سؤالي هو: ما نوع المرض الذي كنت أعاني منه قبل حدوث نوبة التشنج الكامل للجسم؟ علما أنه لم تحدث لي أي نوبة ألم في الرأس منذ حدوث نوبة التشنج، وهل نوبة التشنج هي تطور لما كان يحدث لي من آلام الرأس الشديدة؟ وما نسبة الشفاء بعد انتهاء فترة العلاج التي حددها الطبيب بثلاث سنوات؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيها -الفاضل الكريم-: الألم الشديد الذي كنت تشعر به في الرأس ليس من الضروري أبدا أن يكون له علاقة بنوبات التشنج التي حدثت لك لاحقة، ألم الرأس الشديد قد يكون نوعا من الصداع النصفي، أو الصداع العصبي ناتج من التوترات العضلية الشديدة، أو قد يكون بخلاف ذلك، والصور والفحوصات لديك كانت سليمة، خاصة فحص الرنين المغناطيسي، وهذا ينفي تماما وجود أي علة رئيسية دماغية، أما ما ظهر في تخطيط الدماغ من زيادة في كهرباء الدماغ، فهذا دليل على وجود ما يمكن أن نعتبره نوعا من البؤر الصرعية التي غالبا ما تكون بسيطة.
ورحلتك مع العلاج كانت لمدة ستة أشهر، كفترة تجريبية، وبعد أن توقفت من العلاج أتتك هذه النوبة مرة أخرى، وقد كان قرار الطبيب قرارا صحيحا وحكيما، وهي أهمية الاستمرار على الدواء لمدة ثلاث سنوات، نتمنى ألا تحدث لك أي نوبات خلالها، وبعد ذلك يستطيع الطبيب أن يقرر لك أن تتوقف من الدواء حسب التعليمات، والتوقف لا بد أن يكون تدريجيا، ونسبة الشفاء عالية جدا -إن شاء الله-، وهي تصل إلى خمسة وثمانين بالمائة تقريبا، وأهم شيء -أخي الكريم- هو الالتزام التام بتناول الدواء، هذا مهم جدا، وحاول أن تتجنب الإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي بقدر المستطاع.
فإذا خلاصة الأمر أن ما كنت تعاني منه قبل التشنجات هو نوع من الصداع الذي غالبا ما يكون ناتجا من انشداد عضلي (مثلا)، أو كنوع من الشقيقة أو الصداع النصفي، أو الصداع التوتري، هذا كله جائز ووارد -أيها الأخ الفاضل الكريم-، ولا أعتقد أن نوبة التشنجات هذه تطور لأي علة دماغية كانت هي السبب في الآلام الشديدة في الرأس، حيث إن الآلام من الواضح أنها عضلية وليست ناشئة من داخل الدماغ، -والله أعلم-.
أخيرا -أخي الكريم- أرجو أن تعيش حياتك بصورة عادية، وتناول الدواء بانتظام، مع أهمية المتابعة مع الطبيب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.