السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، صلوا على الحبيب.
أنا سيدة بعمر 48 سنة، لا أعاني من أي أمراض والحمد لله.
كنت مستغرقة في النوم واستيقظت فجأة بإحساس غير طبيعي في جسمي، لا أستطيع تحديد ماهيته أو وصفه، فانقلبت إلى جنبي الآخر ظنا مني أن الأمر سينحل، لكني لم أرتح فجلست وأنا أمد رجلي، بعدها أحسست بتنميل يبدأ من قدمي ويصعد إلى رأسي، ويشمل كل بقعة من جسدي، وعند وصوله لرأسي أحسست وكأنه سيغمى علي، فأيقظت زوجي بجانبي وأعطاني حبتين إسبرين ومضغتهما، ثم ذهبت إلى المستشفى، وقال لي: إن الضغط والسكر والهيموجلوبين سليمة، وفي اليوم التالي صار نفس الشيء.
علما أني كلما أدخل غرفتي وأسترخي وأستسلم للنوم يأتيني إحساس غريب، لكن عندما أخرج من غرفتي أو أنشغل عنها بالتحدث مع أحد يخف لكن لا يذهب، ولاحظت أني أصبحت أتبرز وأتبول كثيرا، وأجد ألما أسفل ظهري، وعندما استمعت لسورة البقرة بدأ قلبي بالخفقان، وزيادة تلك الأعراض.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالناحية العضوية من الواضح أن الأمور جيدة، خصوصا مع سلامة ضغط الدم ومستوى السكر، ونسبة الهيموجلوبين في الدم، ولذلك نعتقد أن الأعراض المذكورة غير مرتبطة بمرض عضوي، ولكن لمزيد من الاطمئنان من المهم فحص فيتامين ( د ) وفحص فيتامين B12 وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية، وعمل تحليل بول لمعرفة سبب البول الكثير، خصوصا أن مستوى السكر سليم، والحمد لله، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.
قد يشير كثرة التبرز إما إلى التهباب في الجهاز الهضمي أو عسر هضم ناتج عن تناول كميات كبيرة من الطعام، مما يؤدي إلى أرق وخفقان واضطراب في النوم، ومن المهم أخذ حقنة فيتامين ( د ) جرعة 600000 وحدة دولية كل 4 شهور أو تناول كبسولات فيتامين د اليومية جرعة 1000 وحدة دولية أو الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية لمدة 12 أسبوعا ثم إعادة فحص فيتامين ( د ) مرة أخرى.
بقي بعد ذلك الحالة النفسية التي قد تؤدي إلى تلك الأعراض، ومن بين الأمراض التي تؤدي إلى التنميل والخفقان والدوخة، خصوصا أثناء محاولة الاسترخاء والنوم ما يعرف ب night mares أو الكوابيس الليلية، ويصاحبه شعور قوي بالقلق وتدفع تلك الكوابيس النائم إلى الاستيقاظ من النوم، ويفضل عدم النوم مباشرة بعد تناول الطعام، ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته كراهة النوم قبل صلاة العشاء، والوضوء والنوم على الشق الأيمن، والدعاء والتعوذ عند النوم، ووضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن، ونفض الفراش قبل النوم عليهن والتسبيح والتحميد والتكبير عند النوم.
يمكنك لعلاج تلك الأعراض تناول حبوب Cebralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيوتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية، والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج ومن بين الأدوية أيضا، وهو دواء جيد، ويعتبر بديلا مناسبا للأول، هو PROZAC 20 MG ويتم تناوله لمدة عام كامل.
الأمر الثاني هو ما يعرف ب sleep apnea أو كتمة النفس أثناء النوم، وهي حالة مرضية تحدث أثناء النوم، تتميز بتقطع مرضي في عملية التنفس أو بفترات طويلة من التنفس الضعيف أثناء النوم، ويمكن أن تستمر تلك الأعراض من الشعور بالاختناق والدوخة وضيق التنفس من عدة ثوان إلى عدة دقائق، ومن بين الأمور التي تحسن الحالة وتساعد على وقف ذلك الانقطاع هو تغيير وضع النوم، وتعديل الرقبة الملتوية أو النوم على أحد الجانبين، والإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنا.
من بين الأسباب التي تؤدي إلى كتمة النفس السمنة التي تؤدي إلى ضيق مجرى التنفس، ونقص الهواء الداخل إلى الرئتين، ومن بين تلك الأسباب أيضا وجود حساسية مزمنة في الجيوب الأنفية أو التهاب مزمن في الجيوب الأنفية، ويؤدي ذلك إلى نفس النتيجة وهي نقص كمية الهواء الداخل إلى الصدر وما ينتج عنه من إحساس بضيق التنفس، ولذلك يجب البحث عن السبب وعلاجه.
وفقك الله لما فيه الخير.