إزعاج الجيران يحرمنا الهدوء.. فكيف نتصرف لردعهم؟

0 189

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كرهنا حياتنا بسبب أذية الجيران في الطابق العلوي، فهم يقومون برمي الأثاث، أو أي شيء على الأرض، ويقومون بإغلاق الأبواب بشكل عنيف وشديد كل دقيقة، ونسمع أصوات القفز القوية، وغير ذلك من الإزعاج المتكرر بشكل متواصل ليل نهار.

دائما ما ينكرون أنهم سبب الإزعاج، وفي ليلة من ليالي رمضان اشتد صوت ضرب الأبواب ورمي الأثاث والأغراض على الأرض، فصعد والدي لهم، وكان وقت السحور، فأنكرت الجارة بأنها سبب الإزعاج، وحلفت أنها ليست مصدر تلك الأصوات، وقالت بأن أولادها نائمون منذ التاسعة مساء، وأنها لا تقوم بهذه التصرفات.

والأصوات مستمرة إلى اليوم، وهي دائما تنكر وتقول بأنها تسمع نفس الأصوات، نحن في حيرة شديدة من أمرنا، أيعقل أن تحلف كذبا في رمضان، تحلف وهي تلبس لباس الصلاة، وعندما تخرج من المنزل يختفي الإزعاج، وتزعم بأن الأصوات من الشقة المجاورة لهم.

هل يعقل أن تصل أصوات الشقة التي تجاور شقتهم إلى غرف النوم عندنا؟ ونسمع صوت الأقدام والقفز والأبواب، أصوات مزعجة ومنهكة للراحة.

لا نستطيع تغير المنزل لأننا انتقلنا من القرية بسبب صعوبة المواصلات، وبعد البحث وجدنا هذه الشقة المناسبة بالموقع والمواصفات والسعر، ولا نستطيع الرجوع وبناء بيت المستقبل، فالوضع المادي لا يسمح، ووالدي في نهاية الخمسين، ويجد صعوبة في بناء منزل جديد بعد تعب العمر.

جارتنا سيئة الخلق والطباع لا تأتي بالأسلوب اللين أبدا، ونسمع صوتها دائما وهي تصرخ بأعلى صوتها عندما تقوم بإغلاق الباب 10 مرات وأكثر في أقل من دقيقة، أيعقل أنها مريضة نفسية؟ فهي مطلقة، وأم لطفلين من زوجها الأول، وزوجها الثاني سيتزوج عليها، وضعهم المادي ممتاز، ولديها أطفال من زوجها الثاني، فلماذا هي هكذا؟ هناك أشخاص تكون أوضاعهم محزنة، ولديهم العديد من المشاكل.

ونحن ما ذنبنا بأن نسمع طوال الليل أصوات الأبواب تطرق بكل دقيقة، والمشكلة بأنها ما زالت تنكر ذلك.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رؤى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي أن هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار للعبد، وفيها المنغصات والآلام، وقد أمرنا الله بالصبر والتحمل حتى نتركها، وسيعوضنا الله راحة وسعادة دائمة في الجنة -إن شاء الله-.

وما تعانوا منه نوع من الابتلاء، احتسبوا الأجر بالصبر عليه، واستخدموا الأساليب المناسبة في النصح والتوجيه لجيرانكم، ومن ذلك:

- مقابلة الإساءة بالإحسان إليهم والشفقة بهم والرحمة لهم، خاصة إذا كانت الأم تعاني مشكلة نفسية، وهذا من أعظم الأساليب تأثيرا في النفوس، كما قال تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}،[فصلت: 34].

- الحوار الهادئ مع جيرانكم في وقت مناسب غير وقت المشكلة، من خلال جلسة أخوية لمعرفة السبب ومعالجته.

- إن لم يمكن الحوار المباشر معهم، يمكن البحث عن شخص معروف وثقة ويقدرونه، يطرح عليه المشكلة لعله يعالجها معهم بطريق غير مباشر.

- إذا لم ينفع ذلك واستمروا في الأذية، ولم تتحملوا أذيتهم، ولا تستطيعوا الصبر، فبإمكانكم الشكوى بهم إلى جهة الاختصاص في البلد لرفع الأذى منهم.

ولا حرج شرعا في ذلك عليكم، لأنكم قد بذلتم كل أسباب الحل الممكنة معهم أخويا.

وفقكم الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات