السؤال
السلام عليكم.
ابني في الثانية والنصف من عمره، فأنا ألاحظ أنه يقضم أظافره وعندما أنبهه لعدم قضم أظافره يزيد أكثر ويعاند! ماذا أفعل لأنسيه هذه العادة؟
وكذلك أنا أريد حلا له لأنه ينفذ عكس الأشياء التي أطلبها منه أحيانا، فما علاج ذلك الشيء؟
وأعاني معه مشكلة بأنه حتى الآن لا يذهب للحمام لقضاء حاجته ـ أي التبول فقط ـ فأنا أضع له الحفاظات طول اليوم، فقط عندما يريد التغوط يذهب إلى الحمام، أما البول فلا! علما بأنه أول ولد لدي وله فقط أخت عمرها 9 أشهر، فما الحل؟
وكذلك ابني يتلفظ بكلمات سيئة، فكيف أنسيه إياها؟ علما بأنه ينساها لفترة ثم يعود ويتذكرها، وعلما بأنه الكبير في البيت أي لا يوجد قبله أخ أو أخت، ولكن له أخت عمرها 9 أشهر، ولا أحد في المنزل يلفظ هذه الكلمات التي يلفظها، فكيف أنسيه إياها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن عملية قضم الأضافر أو قرض الأضافر عن طريق الفم تكاد تكون عملية سلوكية عادية يقوم بها جل الأطفال تقريبا، مع تفاوت الأطفال في ما بينهم في هذه العادات التي يجدون فيها لذة وإشباعا لحاجاتهم، وهي عبارة عن حركة عصبية، ويدل ذلك على عدم الاستقرار وعدم القدرة على التركيز لمدة طويلة، وأنا أريد أن أطمئنك أن هذه الظاهرة تكون في الطفولة المبكرة وتزول إذا عولجت بطريقة صحيحة، أما إذا تركت فستصبح حالة مرضية.
وقد ترجع أسباب هذه الظاهرة إلى:
1- قد يستغرق الطفل في أحلام اليقظة، حيث يريد أن يحقق رغباته بقضم أظافره.
2- وقد تكون نوعا من التلذذ الجسماني الذاتي.
3- وغالبا ما يرجع سببها إلى تعلمها من طفل آخر فينقل منه هذا السلوك وتصبح عنده عادة.
ولعلاج هذه الظاهرة أختي الفاضلة:
1- تحسين تغذية طفلك وصحته.
2- حاولي أن تنظمي له نزهات ورحلات يلعب فيها ويتمتع حتى ينسى هذا السلوك الخاطئ.
3- إشباع رغبات طفلك من جميع نواحي (حب، حنان، عناية، اعتراف، إنصات له) فكل هذه الرغبات تجعل طفلك مسرورا.
4- محاولة إبعاد القلق والخوف وإزالته من نفسية طفلك.
5- حاولي أن تشغلي طفلك بعمل مشوق ومممتع وتشجعيه على ذلك بهدايا تناسب سنه.
6- لا تتركي طفلك يجلس وحده معزولا عن الأسرة حتى لا يتفرغ لهذا السلوك.
7- احذري السخرية من طفلك فهذا قد يزيده عنادا وتمردا.
8- محاولة خلق أنشطة ترويحية داخل البيت أو خارجه، مما يدخل على طفلك السرور.
فالوسيلة الناجحة ـ أختي الفاضلة ـ هي الإرشاد والتوجيه النفسي السليم لطفلك حتى يترك هذه العادة، فطفلك محتاج إلى غذاء نفسي كحاجته إلى الماء والهواء.
أما بالنسبة لقضاء الحاجة في الحمام فحاولي أن ترغبيه فرغبة الطفل في الذهاب إلى الحمام لا تأتي بالقوة ولا بالمواجهة، حاولي أن تتعودي أسلوب اللين معه، وإذا أمكن ترغيبه في البداية بهدايا إذا هو ذهب إلى الحمام خطوة خطوة إلى أن يتعود الذهاب إلى الحمام وحده.
أما بالنسبة لتلفظ الكلمات السيئة، ربما قد تعلمها من الجيران أو من الأقارب فهذا الأمر يحتاج منك إلى متابعة ومحاولة مسح هذه الكلمات من دماغه، فالطفل في هذا السن يبدأ يلتقط الكلمات ويدونها في حافظته، ولكن يجب أن تمحى وتستبدل بكلمات جميلة كتعليمه نطق الشهادتين وقراءة القرآن والأذكار والأدعية، ويبقى جهدك ـ أختي الفاضلة ـ مع الأب طبعا، فالأمر يحتاج إلى صبر، وكلما تلفظ الولد بكلمة حاولي أن تفهميه أن هذا الكلام غير صحيح، وتعطي له البديل الذي يحفظه، لكن دائما أذكرك دون استعمال الضرب أو العصبية والنرفزة فكل هذه الأمور لا تأتي بخير في تربية الأطفال، فالطفل يحتاج إلى رفق ولين وحنان وحب في تربيته وتوجيهه.
وبالله التوفيق.