السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أم لطفل عمره 3 سنوات، في أحد الأيام خرجت وتركته نائما وحده في البيت، طال غيابي ساعتين لأني أعلم أنه لن ينهض باكرا، فقد كان متعبا، لكن مع الأسف حصل العكس، فقد وجدته ينتظر قرب الباب منهكا من كثرة البكاء، لمت نفسي كثيرا ولم أسامح نفسي حتى الآن، أريد أن أسأل ما مدى تأثير ما حصل على نفسية ولدي؟ هل سيدوم هذا التأثير طويلا؟ وهل سيؤثر ذلك على علاقته معي مستقبلا؟
أفيدوني ولكم خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أزهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اتفق علماء النفس والباحثون على أن كل التجارب السلبية في حياة الطفل قبل أن يبلغ سن الخمس سنوات ليس لها مردود سلبي على حياة الطفل وتكوينه النفسي والمعرفي في المستقبل، هذا هو منهج مدرسة الطب النفسي السلوكي، والتي نراها أكثر واقعية من المدرسة التحليلية التي تركز على الآثار السلبية لتجارب الطفولة الأولى.
أرجو أن لا تحسي بالذنب مطلقا، فقد كان تقديرك للأمور صحيح، ولكن حصل غير المتوقع، وهي على كل حال تجربة ظرفية مؤقتة لا أثر لها في المستقبل بإذن الله كما ذكرت لك سابقا، والشيء الذي أود أن أنصحك به هو أن لا تقومي بالحماية الزائدة لطفلك كإجراء تعويضي، بمعنى أن لا تسعي دائما بأن يكون بجانبك، بل على العكس أنصحك بأن تتركيه لوحده لفترات قصيرة مع تواجدك في محيط المنزل، فالحماية الزائدة للطفل تشكل عائقا تربويا كبيرا، خاصة فيما يخص البناء النفسي للطفل، فالأطفال الذين شكل الوالدان حولهم سياجا من الحماية الزائدة أصبحت شخصياتهم في المستقبل اعتمادية وقاصرة.
أسأل الله أن يحفظ لك ولدك، وأن يصلحه، وبالله التوفيق.