كيف أستطيع تطوير ذاتي من خلال عملي؟

0 166

السؤال

السلام عليكم
موقع إسلام ويب: أنا أثق فيكم كثيرا، وكلما واجهتني صعاب في هذه الحياة أرجع إلى موقعكم هذا، ودائما أجد فيه كل معين لي.

أبلغ من العمر 25 عاما، تخرجت من هندسة التحكم -والحمد لله- وتزوجت منذ 6 أشهر، وزوجي مقيم في بلد آخر، ولم تسمح له الظروف باستقدامي معه الآن، ربما لاحقا.

مشكلتي: أني أحس بضياع مستقبلي الآن، وفقدت شغفي بالقراءة، وكما تعرفون فالجامعة مجرد مواد نظرية في الأكثر، ولا تمهد للشخص بالانخراط في سوق العمل، وأنا أتمنى أن أنجح في مجالي، وأتمرس فيه وأفيد نفسي وأهلي، وأكون مثالا للطموح والهمة لأبنائي فيما بعد.

الآن لدي فرص كثيرة لتحقيق هذا، فهناك الكثير من الوظائف في تخصصي مطلوبة في مدينتي، وكلها تجري عبر امتحان إلكتروني، ولا بد من المذاكرة والاطلاع على جميع ما درست سابقا، ولكني مصابة بإحباط شديد ويأس، وعدم استقرار، حتى إني أعلل نفسي أحيانا بأني في آخر الأمر سأسافر لزوجي، فأنا أحبه كثيرا، وأرجو أن أكون معه، فلم المذاكرة والاجتهاد؟ ولكن طبعا هذا حال العاجز.

أرجوكم انصحوني وأرشدوني، فأنا قلقة جدا من هذا الوضع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لحن الحياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الحياة الزوجية مرحلة مهمة لكلا الزوجين، وتحمل معها الكثير من التغيرات الفكرية والاجتماعية والشخصية، ولكن تختلف نظرة النساء إليها حسب شخصياتهن، فمنهن من يراها نقطة انطلاق، ومنهن من يراها محطة ركون وسكينة.

بما أنك -ولله الحمد- قد تزوجت، فأسأل الله أن يجعله قرة عين لك، ويجعلك قرة عين له، ولكنك ذكرت في رسالتك أنه بعيد عنك حاليا، أسأل الله أن يجمع بينكما قريبا، فلا بد إذا بدل أن يسيطر عليك اليأس والإحباط وظلال الهزيمة أو فتورها، أن تجددي همتك وتنطلقي لتستغلي هذه الفرص التي بين يديك الآن، لتكملي مشروعك الدراسي، أو تعملي في مجال تخصصك، مما يعزز ويطور ما اكتسبته من معلومات خلال دراستك.

أذكرك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك).

كونك تخرجت من كلية هندسة التحكم، هذا يعني أن لديك إمكانيات وطاقات رائعة، وكل ما عليك القيام به هو أن تحشدي هذه الطاقات والإمكانيات وتحددي هدفك، وانطلقي بقوة.

إن نواياك رائعة، فأنت تتمنين النجاح في مجال تخصصك، والتمرس فيه، وتحبين أن تفيدي نفسك وأهلك، وتكوني قدوة لأبنائك في الطموح والهمة، هذا رائع، والآن أدعوك لتقفي مليا عند هذه الأمنيات، ثم سلي نفسك هل تنال المطالب بالتمني؟ وهل ينال العلا متكاسل فاتر الهمة أم متوقد الهمة ساهر الليالي؟!

أليس بالسعي والكد تكتسب المعالي؟! أليس تكرار عبارات التحسر والملل والفتور كافيا لإخماد قوة العزيمة والإرادة لديك؟! إذن عليك أن تتوقفي مباشرة عن تلك العبارات، وأن تذكري أيام الإنجاز والنجاحات، واستمدي طاقتك منها، وانطلقي.

الآن لديك الكثير من الفرص حسب تعبيرك، وقبل التقدم لأي فرصة أمامك عليك أن تحددي هدفك: ماذا تريدين بالضبط؟ وما هي طموحاتك؟ وما أهدافك؟

اجعلي نواياك السابقة أمام عينيك، ومن ثم ضعي هدفك، وليكن واضحا مكتوبا أمامك، بخطواته، واستراتيجيات تنفيذه، واتخذي لنفسك منافسا يجعلك تتحدين نفسك، فإن لم تجدي فاجعلي نفسك منافسا لك، واجعلي بينك وبينها تحديا أنك قادرة على النجاح والتميز، وأن هذا النجاح سيكون هدية رائعة لزوجك المحب، ولأولادك في المستقبل، سيفتخر بك كزوجة، وسيفخرون بك كأم، تخيلي لحظات النجاح والتكريم، تخيلي نظرات الإعجاب والتقدير، وعيشي الحدث بأدق تفاصيله، هذا سيمنحك قوة الانطلاق والعزيمة، وبإذن الله ستعود إليك الرغبة في القراءة والحفظ والمراجعة واستذكار المعلومات، وتتقدمين للامتحان وتنجحين بعلامات ممتازة.

ثقي بالله أولا، وأحسني الظن به سبحانه وتعالى، ومن ثم ثقي بنفسك أنك قادرة، وأنك تستطيعين، وأنك ناجحة ومتميزة.

أما سفر زوجك: فلعل الله يهيئ السبيل عاجلا لاجتماعكما مع بعض في بلد واحد، وتحت سقف واحد، إنه على كل شيء قدير.

أسأل الله أن تكوني من أهل الفلاح والتميز في الدارين. اللهم آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات