السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 24 سنة، أعاني من آلام على شكل حرقة في الصدر والظهر، تصل إلى الكتفين واليدين والرجلين، بالإضافة إلى حرارة داخلية في الفخذ الأيسر، وحكة طفيفة.
علما أني متوتر، وأخاف كثيرا من الأمراض، وأعاني من بعض الوساوس القهرية، خصوصا بعد إجراء عملية في القرنية.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، أنا أعاني كثيرا، فأصبحت لا أفكر في أي شيء سوى في الأمراض وأعراضها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأعراض التي تشتكي منها أقرب إلى حالة الفوبيا أو الخوف المرضي، وهي حالة نفسية تحدث بسبب اضطراب مستوى هرمون سيروتونين أهم الموصلات العصبية بين الخلايا العصبية المختلفة، واضطراب مستوى ذلك الهرمون يؤدي إلى أمراض الهلع والخوف المرضي، والوسواس القهري والتوتر والقلق.
عندما يتحول الخوف الطبيعي المشروع من الأمراض إلى خوف مرضي أو فوبيا phobia فإن الإنسان يصاب باحمرار الجلد والرعشة الشديدة والتعرق، وآلام في مفاصل الجسم المختلفة، ويحدث دوار وشعور بالغثيان وضيق التنفس مع ألم واضطرابات في المعدة أو حرقة الصدر كما تقول، وتسارع نبض القلب.
علاج الخوف المرضي بالإضافة إلى الأدوية يتم بالتكيف مثل الاسترخاء والهدوء ذهنيا وجسديا بدلا من الذعر والخوف، وهناك نوع من العلاج يسمى العلاج المعرفي، من خلال معرفة سبب الأعراض التي تعاني منها، وكيفية التكيف معها، وبالتالي من المهم متابعة حالتك مع طبيب نفسي لعمل بعض جلسات التحليل النفسي، والعلاج المعرفي.
العلاج الطبي للرهاب أو الفوبيا من خلال تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، ومن بينها escitalopram أو (Cipralex) ويتم تناول جرعة 10 مج لمدة شهر ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور ثم العودة إلى جرعة 10 مج لمدة شهر ثم التوقف عن تناوله، وسيمن الله عليك بالشفاء، ولكن من الأفضل المتابعة مع الطبيب النفسي مع تلك الأدوية لمدة لا تقل عن عام حتى تعطي نتائج جيدة.
مع ضرورة فحص فيتامين B12، وفحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين D وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، مع ضرورة المصالحة مع النفس وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.
وفقك الله لما فيه الخير.