هل تأخر نطق ابنتي بسبب تغذيتها السيئة؟ أم لأنه ليس بقربها أطفال؟

0 146

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا لكم على هذا المنبر المبارك، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

لدي ابنة عمرها دخل اليوم أربع سنوات، ولدت ولادة طبيعية بشهرها التاسع (يعني ولدت طبيعية) لكن أدخلت لسويعات قليلة في غرفة الخدج، وحينها لم يسعفنا الوقت للسؤال عن السبب..

منذ ولادتها طبيعية ونشطة وتستجيب للأصوات، ولكنها تأخرت في المشي، أي أنها بعمر عام ونصف تقريبا أو عام وستة أشهر بدأت المشي، حتى في المشي كانت بدايتها حذرة جدا، البيت هادئ ولا أطفال فيه، لكن أمها تتفاعل معها، ولكن ليس دائما، ربما حسب الحاجة، لكنها وأنا نخشى عليها كثيرا.

تحب أن تقلدنا في كل شيء، ترسم بشكل جميل وتحفظ الأرقام، وسمعها كما يبدو لي جيدا؛ لأنها حساسة في السمع، بنيتها ضعيفة أو لنقل دون المتوسط بقليل.

تستجيب لكل شيء أطلبه منها، تعرف أعضاء الجسد، وأصوات كثير من الحيوانات، حذرة بشكل مبالغ فيه، خاصة حينما ترى البالونات على سبيل المثال، وكذلك أجهزة التدفئة مثلا فتخشى التقرب منها، أو تضع يديها على أذنها حين ترى بالونا حيث تخشى أن ينفجر على سبيل المثال.

حين أذهب إلى الأسواق تطلب أن أقدم الأموال للكاشير، تنظف الأشياء المتسخة، تحب النظافة وتذهب إلى الحمام وحدها، رغم أنها لا تملك الثقة الكافية بنفسها.

أعتذر عن الإطالة، ولكن ابنتي تعاني من تأخر النطق، أو بالأحرى تكوين جمل مفيدة، وحين تكون الكلمات صعبة لا تلفظ الحروف على نحو جيد، وأقصد بذلك أنها قد تفضل اختصار الكلام إلى جملة من مفردتين فقط، يصعب عليها تأليف جملة من ثلاث كلمات، أو أربع أو خمس.. الخ.

أكلها للأسف سيء للغاية لا تأكل جيدا، كانت أمها تطعمها بيديها حتى لا تنام جائعة، أو تبقى كذلك منذ كانت صغيرة وحتى يومنا هذا، وهذا يدعوني للقلق.

تتذوق الطعام قبل أكله، تحب تفريش الأسنان، وتقليد كل شيء أقوم به، وتحب كذلك تقليد أمها بوضع أحمر الشفاه ...إلخ، تحفظ أغنية للأطفال، لكن بمخارج حروف أو كلمات غير واضحة نوعا ما سوى اللحن، مثلا تحول حرف الراء إلى (ل)، هكذا تلفه (لللل)، وتحول حرف الزاي إلى (ش) مثلا موز = موش، قلم = كلم.

إذا قلت لها قولي هذه الكلمة (بابا يريد ماء)، تقول (بابا ماء)، أو بابا ييد ماء)، ووفي بعض الأحيان تردد عبارة كأنها قلب بالمقلوب، ولا أفهم غير كلمة واحدة.

أحيانا تأتيني تشكو بصورة تلقائية من أختها الصغيرة، وتعبر عن ذلك بجملة مؤلفة من كلمات عديدة، لكنني لا أفهم منها سوى كلمتين أو واحدة.

تحب أن تقبلني كثيرا حين أجلب لها هدية، وتحب أن تحضن أمها وتحضنني وكذلك تحضن شقيقتها الصغيرة رغم أنها تغار منها أحيانا! حاليا لا ترتدي حفاظا؛ لأنها تعلمت الذهاب إلى الحمام بمفردها (تركته منذ ثلاث سنوات تقريبا).

قبل شهرين أدخلتها روضة، وهي تحب الروضة بشكل رهيب، وأشعر أن هناك تحسنا بطيئا، ولكنها خجولة من الضيوف بشكل مبالغ فيه، ولا تحاول التحدث بصوت عال بوجود غرباء، تحاول أن تهمس فقط، حتى وجهها يحمر خجلا أحيانا، أشعر أنها لا ترتاح للغرباء، خاصة الكبار في البداية وتعتاد عليهم بعض الشيء بحذر.

أيضا حين أحاول أن أتقرب من أمها للضرب على سبيل المزاح، تأتيني تركض وتمنعني، تخاف أن تصعد أختها الصغيرة على الكنبة، تبتكر ألعاب الغميضة مثلا أو تقلدها.

السؤال هو: هل تأخر نطقها هو بسبب تغذيتها السيئة؟ أم لأنه ليس بقربها أطفال أم سبب آخر؟ وماذا يتعين علي القيام به؟ لأني قلق بصورة لم يكن يتخيلها أحد.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ليث حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوصف الذي وصفته طبيعي جدا لمن في مثل عمرها ولا تأخير فيه، ونطق جمل من كلمتين يشير إلى أنها فهمت معنى الكلمة، وأعادت نطقها في حينها، ولكن حصيلة الكلمات لا تسعفها لتكوين جملة من ثلاث أو أربع كلمات، والأمر يحتاج إلى مزيد من التدريب.

وهناك مخارج صعبة لبعض الحروف عند الأطفال ولكن سرعان ما يتم التدرب عليها ونطقها بشكل صحيح مثل الراء والجيم والهمزة، وكل ذلك يتم نطقه بشكل صحيح مع الوقت، وبتكرار الكلمات.

ويمكنك البدء في زيادة حصيلتها اللغوية من خلال البدء بنطق حرف، ومعه حروف المد ( ا و ي ) مثل ( سا )، ثم نكمل الكلمة: سالم وسامي وسامح وسالي وساعة وسامر وهكذا، وبعد ذلك ننطق الحرف مع الياء مثل ( سي )، ونكملها سيري وسيما وسيقان، ثم حرف السين مع الواو ( سو ) ونكمل سور وسوق وسوسو وسوما، وهكذا مع بقية الحروف بالرفع والضم والكسر.

ولك أن تعلم أن الطفلة قد تصاب بالخجل والخوف من الغرباء، وهذا أمر طبيعي، وحبها للحضانة أمر رائع، ويكسر حاجز الخوف لديها خصوصا إذا اتفقت مع المدرسة لإعطائها بعض الهدايا المتفق عليها عند النجاح في عمل حتى الأشياء البسيطة تشجيعا لها، ومن المهم البعد عن العصائر الجاهزة والحلويات؛ لأنها تفقد الطفلة شهيتها للأكل ومحاولة إعطائها سلطة الفواكه بالكريمة، والزبادي بديلا عن الآيس كريم، وإعطاؤها اللحوم المفرومة بالأرز والمكرونات بديلا عن الوجبات الطبيعية، وإعطاؤها وجبات خفيفة ومتكررة إذا لم ترغب في تناول الوجبات الرئيسية.

مع محاولة دمجها مع أبناء وبنات الأقارب والأصدقاء لكسب المزيد من الثقة وإعطاءها 5 نقط من فيتامين (د) بشكل يومي، وإعطاؤها كوبين من الحليب بديلا عن العصائر، وفحص صورة الدم، وإعطاؤها شراب الحديد إذا كانت تعاني من فقر الدم، ثم يمكنك الكتابة لنا بعد ذلك مرة أخرى.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات