دواء الاكتئاب هل يؤثر على الحمل؟ وهل له أضرار؟

0 162

السؤال

السلام عليكم.

استخدمت دواء (اسيتالوبرام) لمدة عام، وكانت الجرعة العلاجية هي عشرة مليجرامات وأوقفته لأنني كنت أنوي الحمل، ولكن عادت لي أعراض المرض من جديد وعدت إلى الدواء من جديد، وأجلت موضوع الحمل الذي بسبب تأجليه أصبت بالاكتئاب.

سؤالي: ما هي الجرعة المناسبة لي حتى لا تحدت انتكاسة بعد ترك الدواء؟ وهل أستطيع التفكير في موضوع الحمل من جديد -إن شاء الله-؟ فأنا أخذت الدواء عندما قرأت عن حالات مشابهة؛ لأنني أقيم في بلد أجنبي ولا يوجد طبيب عربي مسلم أستطيع المتابعة معه، وشكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ aicha حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد أخطأت -يا ابنتي- حين بدأت بتناول الدواء من دون استشارة طبية، وكان بإمكانك على الأقل مراسلتنا هنا وشرح حالتك حيث سيتم تقييم الأعراض عندك بشكل متكامل لوضع التشخيص الصحيح.

ومن الناحية الطبية فحتى يمكن القول بأن حالة الاكتئاب قد استجابت على العلاج, فيجب أن يشعر الشخص بزوال الأعراض أو تحسنها بشكل كبير لمدة 6 أشهر متواصلة على الأقل, حينها يمكن البدء بإنقاص الجرعة تدريجيا ثم إيقافها كليا, فبهذه الطريقة يقل احتمال عودة الحالة.

على كل حال, كونك شعرت بتحسن على هذا الدواء ولم تحدث عندك أعراض جانبية فهذا أمر مطمئن, ويمكنك تناوله ثانية إن شئت, لكن الأفضل أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيبة, وذلك للتأكد من أن الحالة هي فعلا حالة اكتئاب وليست مترافقة مع حالة نفسية أخرى, وعندما يحدث تحسن فلا مانع من حدوث الحمل مع الاستمرار في تناول هذا الدواء؛ لأنه من الأدوية المسموح تناولها خلال الحمل إذا استدعت الحاجة له, وبالطبع لا يوجد دواء آمن 100٪ خلال الحمل ولا خارج الحمل, لكن القاعدة العامة هي أن تتم الموازنة بين الفوائد المرجوة من الدواء في مقابل الأضرار المحتملة له.

وفي حالات الاكتئاب الشديد فإن ضرر ترك الحالة من دون علاج هو أكبر بكثير من احتمال الضرر الذي قد يحدث على الجنين من الدواء, فالسيدة التي تعاني من الاكتئاب خلال الحمل قد تعاني من اضطراب في النوم ولا تهتم عادة بصحتها وقد لا تقوم بالمتابعة مع الطبيبة بشكل دوري ولربما تتأثر علاقاتها العائلية والاجتماعية بسبب مرضها, وكل ذلك يجب أخذه بعين الاعتبار حين تقييم ضرورة العلاج, وللتوضيح أقول بأنه وحتى لو أننا نقول بأن الدواء قد يؤثر سلبا على الحمل, فإن هذا التأثير في الحقيقة هو نادر الحدوث, فعلى سبيل المثال هو يرفع تناول الدواء من نسبة التشوه بنسبة 1٪ فقط, فإن علمت بأن نسبة حدوث تشوه ما عند أي حامل (حتى لو لم تتناول أي دواء) هي في حدود 3٪, فعند تناولك لهذا الدواء سترتفع لتصبح 4٪ فقط, أي أنه ارتفاع زهيد جدا يكاد لا يذكر, ولكن في مقابل ذلك فأنه سيقدم لك فوائد صحية كثيرة ستنعكس إيجابا على صحتك وصحة الحمل.

إذا وباختصار-يا ابنتي- لا مانع من تناول دواء ال(اسيتالوبرام) خلال الحمل إذا استدعت الحاجة له, فالفوائد منه في حالة الاكتئاب الشديد ستكون أكثر من المضار, ولكن أنصح أولا بتقييم حالتك من قبل طبيبة مختصة -كما سبق وذكرت- للتأكد من أنها حالة اكتئاب ولا تخفي وراءها حالة نفسية أخرى.

أسأل الله عز وجل, أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات