هل الزواج بفتاة تكبرني كثيرا يؤثر على علاقتنا مستقبلا؟

0 123

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 23 سنة، أحب فتاة عمرها 33 سنة، تحدثت مع أهلها ووافقوا، لكن المشكلة أنها خائفة من فارق العمر بيننا.

لا أعتقد أن هناك عائقا، فأنا أحبها جدا ومتمسك بها وهي كذلك، فقد غيرت حياتي حرفيا، كنت أرى الحياة بطريقة سوداء ومخيفة، لكنها ساعدتني كثيرا من النواحي النفسية، فبدأت أرى الأمور من ناحية مشرقة وجميلة.

وقد عملت في أماكن مختلطة كثيرة، وما كنت أراه جعلني أفكر أنني لن أرتبط أو أفكر بالزواج، لأنني بصراحة رأيت الأغلب فاسد، وهي إنسانة على خلق ودين ومحبة للخير بشكل كبير.

لا أعلم ماذا أفعل؟ لأننا اتخذنا قرارا بالزواج، لكنها مترددة وقلقة حول نظرة المجتمع والمستقبل، أخبرتها أن القرار شخصي ولا علاقة له بالمجتمع، وأعلم أن هناك أشياء مستقبلية مثل الحمل، لكنني متأكد أنها بيد الله، وأنا راض من هذه الناحية، وأريدها بالحلال لأنها تدفعني للأفضل، وأود منكم أن تفيدونا بالوضع، فهل سيكون هناك عائقا بعد الزواج؟ وهل نظرة المجتمع بالنسبة لها تحدث تغييرا في وضعنا؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك – أخي العزيز – وفرج همك، ويسر أمرك، وشرح لما يحب ويرضى صدرك، وثبتنا وإياك على الدين، وهدانا صراطه المستقيم.

- بخصوص زواج الرجل بالمرأة التي تكبره سنا, فلا شك أن الأصل اعتبار مزايا الدين والخلق والأمانة (فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخاري ومسلم, وقال تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله).

- إلا أن الأفضل أن تكون الزوجة أصغر سنا من زوجها, لما يحصل من صغر سنها من مزايا إعانة الزوج على تحصيل العفة وغض البصر والإحصان, ذلك لأن الرجل يبقى على شبابه فترة طويلة بفضل الله من حيث الأصل, أما المرأة فلعوامل الزواج والحمل وأعباء الأمومة والخدمة والتربية للأبناء وضعف البنية والجسم كثيرا ما يتطرق إليها الترهل والضعف وتسرع إليها الشيخوخة بخلافه مع مر الزمن, ولإمكانية تربيته لها وتحقيق القوامة بالحسنى, ومراعاة لمشاعر الوالدين وعرف الناس وردة فعلهم السلبية ما أمكن, وقد أرشد رسول الله صاحبه جابرا بالزواج من البكر الصغيرة بقوله له: (أفلا بكرا تداعبها وتداعبك)؟, لكنه أقره على زواجه من الثيب لما أبداه جابر من مصلحة حرصه على القيام بواجب أخواته بعد موت والده, وقريب من هذا العذر والمصلحة الشرعية ما ذكرته أنت في حرصك على الزواج ممن تكبرك في العمر.

- إلا أنه لا مانع ولا محظور ولا غضاضة ولا حرج شرعي ولا ضير من زواجك بمن تكبرك سنا؛ لما ثبت من زواجه عليه الصلاة والسلام بأم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- وقد كانت تكبره بـ 15 عاما, حيث كان عمره صلى الله عليه وسلم 25 عاما, وعمرها 40 عاما, علما أنها كانت قد تزوجت برجلين من قبله صلى الله عليه وسلم، وكان لها منهما أولاد, ورغم هذا الفارق العمري فقد كانت أحب زوجاته وأقربهن إلى قلبه لكمال عقلها ومودتها ونصحها وطاعتها, وربما أسهم زيادة عمرها عليه بزيادة حنانها ومودتها ومساندتها لك لكمال نضجها وقوة شخصيتها ورجاحة عقلها وحكمتها وثقتها الكبيرة بنفسها, لاسيما مع ما ذكرته عنها من صلاح دينها وأخلاقها مساعدتها لك في تغيير حياتك ونفسيتك ودفعك إلى الأفضل وتحصيل السعادة الزوجية والاستقرار النفسي وهو المقصود, علما أنها مازالت في عمر الشباب 33 عاما محتفظة فيها بجمالها وصحتها وأنوثتها وشكلها الخارجي اللائق ويمكنها فيه الحمل والإنجاب من غير عوائق بدنية أو صحية أو غيرها, كما ثبت عن الصحابة الكرام أيضا الزواج من النساء الثيبات, وهن اللاتي قد تزوجن من قبل, ونصيحتي لك أولا بضرورة الاستخارة ثم الاستشارة لمن تأنس منهم النصح والخبرة والحكمة والأمانة.

- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار والذكر.

- الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه فيما لو اطمأن قلبك لذلك لما ذكرته من مزايا طيبة في الدين والخلق والحكمة, وعدم الفارق الكبير بينكما, واحتفاظها بشبابها.

- الحرص على إقناع وإرضاء أهلك ووالديك وعدم عقوقهما فيما لو ثبت اعتراضهم على ذلك, والاستعانة بمن لهم القبول لديهم والتأثير عليهم.

أسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد, وأن يلهمنا الحكمة والصبر والهدى والصواب والرشاد, والله الموفق والمستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات