كيف يتعامل الرجل مع زوجته سيئة التدين والخلق؟

0 238

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج منذ أربعة أعوام، رزقني الله ولدين منذ زواجي -والحمد لله- ولكن لدي زوجة سيئة الخلق دائمة المشاكل، لا تسمع لي كلاما، وتعارضني كثيرا، حتى إنها لا تصلي.

نصحتها كثيرا بالصلاة، ولا تستمع لي، وجربت معها جميع الطرق الشرعية من النصح والهجر والضرب.

هي دائمة المعارضة، وأهلها يقطعونها، ولا يأتون لزيارتها، مع أنهم أقربائي، حتى إني كرهتهم جدا، بسبب إهمالهم لها، وهي تودهم وتفضلهم علي، مع أني كنت أحبهم جدا قبل زواجي بها، ولكن بعد ذلك بسبب تقصيرهم معها وودي لهم قاطعتهم.

زوجتي دائمة المشاكل حتي إني كرهت الحياة وكل شيء بسببها؛ فهي لا تقبل النصح، ودائمة الضجر، مع أني أحاول بشتى الطرق أن أنصحها، وهي لا تستمع واستحالة العيش معها، فماذا أفعل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:

يبدو أنك قصرت في التحري عن توفر الصفات المطلوب توفرها في شريكة حياتك، والتي أهمها الدين والخلق، كما أرشدنا لذلك نبينا عليه الصلاة والسلام، ولذلك فما تعاني منه نتيجة طبيعية لذلك.

قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وهو سبحانه إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.

أنصحك بالتضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، مع تحين الأوقات التي ترجى فيها الإجابة، بين الأذان والإقامة ويوم الأربعاء ما بين الظهر والعصر، وسل الله سبحانه أن يصلح زوجتك وأن يلهمها الرشد.

هنالك أوقات أخرى يرجى أن يستجاب فيها الدعاء فمنها:

ما بين العصر والمغرب يوم الجمعة، لقوله عليه الصلاة والسلام: (إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه، وهي بعد العصر).

الثلث الأخير من الليل (ينزل ربنا تبارك وتعالى، كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟).

أثناء انتباهك من النوم وتقلبك في فراشك ليلا، لقوله عليه الصلاة والسلام: (من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته).

أدبار الصلوات، ففي حديث أبي أمامة، قال: قيل يا رسول الله: أي الدعاء أسمع؟ قال: (جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات).

من أسباب استجابة الدعاء التوبة من الذنوب والمعاصي، وأنا لا أتهمك بشيء ولكن من باب محاسبة النفس، يقول تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) وفي الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ، ذكرته في ملإ هم خير منهم، وإن تقرب مني شبرا، تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا، تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة).

الإلحاح في الدعاء، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا.

عدم الاستعجال في الإجابة، ففي الحديث: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل. فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي).

طيب المطعم والمشرب والملبس، ففي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك.

الإكثار من ذكر الله، فإنه من أسباب استجابة الدعاء، ففي الحديث (ثلاثة لا يرد الله دعاءهم: الذاكر الله كثيرا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط).

دعوة الوالدين، فاطلب الدعاء منهما فدعوتهما مستجابة، وكذا من الصالحين من أهل العلم والفضل، قال إخوة يوسف عليه السلام: (يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين)، وفي صحيح مسلم يقول عليه الصلاة والسلام: (يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل) فلما وجده عمر رضي الله عنه قال له: استغفر لي، فاستغفر له.

ادع الله تعالى وأنت صائم، يقول عليه الصلاة والسلام: (إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد) وفي حديث آخر: (ثلاثة لا يرد دعاؤهم: وذكر منهم: والصائم حتى يفطر).

الزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

احذر من الطلاق فإنه ليس الحل الأمثل، وتذكر أن الضحية الكبرى هم أبناؤك ولن تنتهي معاناتك بالطلاق بل سيبدأ طور جديد من المعاناة.

سلط عليها النساء الصالحات، وخاصة زوجات أصدقائك، وذلك من خلال تبادل الزيارات والنصح؛ فإن من عباد الله من جعلهم الله مفاتيح للخير مغاليق للشر، وتنوع النصح والأشخاص قد يؤثر بإذن الله تعالى.

اقترب من زوجتك أكثر وقدم لها الهدايا محتسبا الأجر عند الله تعالى؛ فالهدية تعمل عملها في القلوب، يقول عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا).

استقامة زوجتك وصلاتها وإيمانها من أهم الأمور في استقامة حياتك معها، فاجتهد في ذلك وشجعها إن رأيت تحسنا في هذا المجال.

لا تعالج جميع القضايا في وقت واحد، وابدأ بالأهم فالمهم، وغض الطرف عن الهفوات والزلات وبعض المخالفات، ولو مرحليا؛ لأن المحاسبة على كل صغيرة وكبيرة مفسد للحياة، وغض الطرف من أخلاق الكبار، ثم إن كثرة النقد يجعلها تعاندك وتظن أنك تترصد لها في كل عمل تقوم به فتظهر نديتها لك دون أن تفكر في العواقب.

الحوار الهادئ البناء مهم، ومعرفة الأسباب التي تجعلها تتصرف تلك التصرفات يوفر الجهد والوقت في العلاج والابتعاد عن الأسباب التي تثير المشاكل بينكما في غاية الأهمية.

نسأل الله تعالى أن يقر عينيك بصلاح زوجتك، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات