أعاني من التفكير السلبي والزائد في الأمور الاجتماعية، كيف أتخلص من ذلك؟

0 132

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، أعاني من التفكير السلبي الزائد في الأمور الاجتماعية، فمثلا عندما أتكلم مع شخص، أبقى لفترة طويلة أراجع ما كلمته به، وأندم على بعض الأمور، وأبقى أفكر أنه قد يكون فهمني خطأ، على الرغم من أن جميع كلماتي عادية وليس بها شيء يزعج الآخرين، لكنني أفكر بكل كلمة، وأندم، وأحيانا أشعر بالاكتئاب، لذلك صرت قليل الاختلاط مع الناس حتى على الفيس بوك، خشية الدخول في نقاش مع شخص، وعندها أعاني من قلة النوم بسبب التفكير الدائم في أي كلمة أقولها.

أنا إنسان حساس وكثير التفكير، وأصبح هذا الأمر عائقا كبيرا لي في حياتي، وخاصة أنني أرغب أن أكون إنسانا ناجحا، ومنفتحا فكريا واجتماعيا، مع العلم أن والدتي تعاني من المشكلة ذاتها تقريبا، لكن بنسبة أقل، وأتوقع أنني قد كسبت هذه المشكلة منها، وذلك بسبب جلوسي في المنزل لفترات طويلة خلال السنوات الأربع الماضية.

لا أجلس إلا مع والدتي، وهذا يزيد الطين بلة، وأتمنى أن تقدموا لي حلا لهذه المشكلة التي أتعبتني، وإن كان هناك دواء فأتمنى أن تعطوني اسمه، لأن مراجعة الطبيب حاليا صعبة.

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حياك الله وبياك، نشكرك على رسالتك هذه وهي واضحة، لا أعتقد أنه لديك علة أو مرضا نفسيا حقيقيا، الذي يظهر لي أنك مجرد شخصية حساسة، ولديك ضوابط وقيم اجتماعية عالية، وهنالك نوع من الانضباط الوسواسي في تفكيرك، والانضباط الوسواسي دائما يجعل الإنسان يميل إلى الدقة والتحسس والشكوك حول أدائه، وعتاب النفس ولومها بصورة غير منطقية، أيها -الفاضل الكريم- أنا أؤكد لك أن هذه الظاهرة تعالج بالتجاهل، يجب أن تصر على التجاهل هذا الذي أنت قلق حوله، والأمر الثاني أنا أؤكد لك أن الناس لا تدقق في كل ما نقوله، بل على العكس تماما الذي يحزننا في بعض الأحيان أن الناس تتجاهل ما نقوله، أو لا تتابعه بالصورة المطلوبة حتى وإن كان مهما.

فكلامك لا يحتاج إلى أي نوع من التصفية أو الفلترة، ما تقوله هو الصحيح وما تقوله هو الجيد حسب الوضع، -أخي الكريم- لتحسن مستوى أدائك الاجتماعي أرجو أن تراعي تعابير وجهك، ولغة جسدك ونغمة صوتك أو نبرته، هذه هي المكونات الثلاثة التي يجب أن نراعيها حين نتحدث مع الآخرين، تعبير الوجه يجب أن تكون متناسقة يجب أن متناسقة مع محتوى الكلام، واعلم -أخي الكريم- أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، لغة الجسد استعمال اليد الواحدة، والإشارة بها حين نتكلم هذا أمر ليس بالجيد، إنما استعمال اليدين مع بعضهما البعض إذا كان الأمر يتطلب ذلك هذا هو الأفضل، أيضا نبرة الصوت يجب أن تكون متلائمة موائمة ومتناسقة مع محتوى الكلام، والإنسان يجب أن يراعي نبرة صوته عند الغضب على وجه الخصوص.

أخي الكريم، أكثر من التواصل الاجتماعي، التواصل الاجتماعي أمر مهم، وبناء نسيج الاجتماعي أيضا وجدناه في غاية الأهمية من حيث تطوير وبناء الشخصية، حاول أن تكون شخصا فاعلا، اجلس مع والدتك، نظم وقتك، اقرأ واطلع لأن المعرفة تجعل الإنسان يثق في مقدراته كثيرا من حيث حوار ومخاطبة الآخرين، واحرص على الصلاة مع الجماعة؛ لأن فيها نوعا من التمازج الإيماني العظيم الذي يساعد الإنسان على بناء شخصيته، وتطوير مهاراته ومقدراته.

أخي الكريم، أيضا أريدك أن تقرأ عن التنمية البشرية من خلال بعض المؤلفات، أو على الإنترنت، وأريدك أيضا أن تقرأ عن الذكاء الاجتماعي، أو ما يسمى بالذكاء الوجداني، وهو الذي من خلاله نتعلم كيف نتعامل إيجابيا مع أنفسنا ومع الآخرين، ويمكن -يا أخي الكريم- أيضا أن تجري حوارا مع نفسك أن تتخيل موقفا معينا أنت تخاطب فيه شخصا معينا، اطرح سؤالا ثم قم بالإجابة عليه في الوقت ذاته، وضع نفسك في موقع السائل، وضع الشخص الآخر في موضع المستمع، وهكذا.

بالنسبة للعلاج الدوائي لا أعتقد أن هنالك حاجة كثيرة، لكن هنالك دواء بسيط يعرف باسم فافرين، واسمه العلمي فلوفكسمين، جيد لعلاج القلق الوسواسي وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة جدا وهي 50 مليجرام يوميا فقط، علما بأن الجرعة الكلية يمكن أن تكون حتى 300 مليجراما، تناول 50 مليجراما من هذا الدواء ليلا بعد الأكل لمدة شهرين، ثم اجعلها 50مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقف عن تناوله، هو سليم وفاعل وغير إدماني.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات