السؤال
السلام عليكم
بدأت حالتي منذ 15 سنة، كانت بدايتها رهاب اجتماعي، وبعد 5 سنوات تزوجت رجلا لم أتقبله بسبب عيوب كثيرة في شخصيته، وصبرت عليه مجبرة، وأنا أشعر معه بالتعاسة.
تعرضت لظروف صعبة وتحملتها، ومنذ سنة أصبت بالأرق والخوف من النوم، ثم دخلت مرحلة الاكتئاب، فكرهت الحياة ولم أعد أشعر بالسعادة، وصرت أجبر نفسي على أداء الواجبات الاجتماعية، وأهملت العبادة، وصرت أشعر باليأس.
استخدمت عدة أدوية، مثل السيروكسات في بداية المرض، وجربت السبرالكيس والزولفت وكلها بلا فائدة، وأخيرا استخدمت الأنفرانيل، فتحسن نومي وزال القلق، ولكن لم يفدني من ناحية الاكتئاب والرهاب، وقد ازدادت الرجفة، وأيضا أستخدم الإندرال عند الحاجة للرهاب، والنتيجة ممتازة، ولكن مع الأنفرانيل أصبح عديم الفائدة.
علما أن تشخيص حالتي أني شخصية قلقة، فما نصيحتكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، لا بد أن تدخلي إيجابيات في حياتك، أنا أعتقد أن الفكر السلبي مهيمن عليك جدا، خاصة فيما يتعلق بالزواج ومواجهة الصعوبات الحياتية، الحياة فيها صعوبات هذا أمر لا ننكره أبدا، لكن الإنسان دائما يكون متفائلا ويكون إيجابيا، فحاولي أن تعيشي حياة نوعية بقدر المستطاع مهما كانت الصعوبات، فالفكر الإيجابي يجب أن يحل مكان الفكر السلبي، ويجب أن نتحمل أيضا شيئا من الأذى في حياتنا، هذا يجعلنا أكثر قابلية للتكيف والتوائم اجتماعيا، والخير كثير وهو غالب -إن شاء الله تعالى-، فالتغيير المعرفي الفكري مهم جدا.
ومن الضروري أيضا أن نكون حازمين جدا مع أنفسنا ومع ذواتنا ونوجهها التوجيه الصحيح، فالقيام بالواجبات الاجتماعية، والقيام بالواجبات الدينية، والحرص على ذلك، وصلة الرحم والتواصل الاجتماعي والواجبات المنزلية وحتى الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل لا بد أن نخصص له وقتا، فتنظيم الوقت والإصرار على التنفيذ بما يجب أن ننفذه مهما كانت مشاعرنا هو الطريقة التي تجعلنا أكثر إيجابية، والإنسان حين يشعر بإيجابيات في حياته ويقوم بأفعال ذات طابع إيجابي أيضا قطعا هذا يعود عليه بمردود نفسي إيجابي كبير، ولا بد أن تثقي في نفسك وفي مقدراتك، هذا أيضا أراه علاجا مهما، والتواصل الاجتماعي المفيد والمتميز خاصة على مستوى الأسرة أيضا يجلب الخير للإنسان ويجنبه الاكتئاب، أرجو أن تحرصي على الدعاء، وأذكار الصباح والمساء، وجدتها من الأشياء العظيمة التي تفرج الهموم والكرب فأحرصي على ذلك.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أن عقار ديلوكستين والذي يسمى سمبالتا، سيكون دواء جيدا ومفيدا بالنسبة لك، والبداية هي 30 مليجراما يتم تناولها ليلا لمدة شهر، ثم تجعلينها 60 مليجراما ليلا، أعتقد أن هذه سوف تكون جرعة كافية، علما بأن الجرعة الكلية هي 120 مليجراما ليلا، لكن لا أراك في حاجة لمثل هذه الجرعة، ولا مانع من تناول الإندرال مع الديلوكستين، وجرعة الإندرال التي تحتاجينها تقريبا 10 مليجرامات صباحا ومساء، الديلوكستين يمكن أن تستمري عليه بجرعة 60 مليجراما على الأقل لمدة 6 أشهر، ثم تخفضينها إلى 30 مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم 30 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.
وقطعا مراجعة طبيب نفسي تثقين فيه والمتابعة معه سيكون أمرا مهما جدا وجيدا، الشخصية القلقة تستفيد كثيرا من التعبير عن الذات وتجنب الاحتقان الداخلي من خلال الكتمان، فكوني شخصا منفتحا عبري عن ذاتك، وهذا التفريغ النفسي نعتبره مطلوبا ومهما.
التدريب على تمارين الاسترخاء أيضا مفيد جدا؛ لأن الاسترخاء الجسدي يؤدي إلى الاسترخاء النفسي، فدربي نفسك على هذه التمارين، أما من خلال مقابلة مختص أو من خلال الإطلاع على أحد البرامج الموجودة في الأنترنت أو الحصول على أحد السيديهات أو الكتيبات التي تتحدث عن تمارين الاسترخاء، أيضا تدارس علم الذكاء الوجداني أو ما يسمى بالذكاء العاطفي خاصة الإطلاع على كتاب دانيال جولدمان سيكون أمرا جيد جدا، لأن الذكاء الاجتماعي هو الذي يعلمنا كيف نتعامل إيجابيا مع ذواتنا ومع الآخرين، وقطعا كلنا في حاجة لذلك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.