السؤال
السلام عليكم
لا أعلم هل مشكلتي نفسية أم لها تشخيص آخر؟ حيث أني أعاني من ذاكرة قوية جدا فيما يتعلق بالمواقف اليومية، بغض النظر عن أهميتها أو تفاهتها، حتى إني أتذكر مواقف كثيرة منذ طفولتي ليست لها أي أهمية على الإطلاق، لدرجة أني إذا مررت بموقف معين أو حوار معين أتذكر الكثير والكثير من المواقف المشابهة التي مرت علي في حياتي في تلك اللحظة!
كذلك فإن أهلي والأصدقاء يصدمون للمواقف والحوارات التي أتذكرها على مر السنين.
من سلبيات هذا الشيء، أني لا أنسى أي موقف من حياتي سواء كان سعيدا أو حزينا، وكثيرا ما تستحضر هذه المواقف نفسها وكأني أشاهد فيديو مصورا، والكثير من هذه المشاهد تكون تافهة جدا، ومن زمن بعيد ولكن تأتيني كل يوم.
كذلك أعاني من الإفراط في التفكير، قد تتوقع أني أفكر في هموم الحياة والعمل، ولكن الموضوع ليس كذلك مطلقا، فوضعي المادي جيد وناجح في وظيفتي –والحمد لله- ليست لدي أي مشاكل، وصحتي جيدة، وأمارس الرياضة، وأنا مؤمن كل الإيمان بالله عز وجل، لكن منذ اللحظة الأولى التي أفتح بها عيني حتى لحظة نومي لا يتوقف دماغي عن التفكير، وبشكل مفرط في أمور مختلفة، وليست ذات أهمية على الإطلاق، حتى لو كنت أتحدث معك وصمتنا لمدة ثانيتين فسأفكر في 600 موضوع في هذه الثانيتين، حتى وأنا أكتب هذه السطور الكثير من الذكريات والمواضيع المختلفة تستحضر نفسها من دون أي سبب.
سابقا وأنا صغير، كنت ألاحظ على والدي، مع أنه ذكي وحكيم صراحة، كثرة التفكير، وأحيانا أراه يلفظ كلمتين أو ثلاثا مع نفسه، ولم أكن أفهم الموضوع حتى فهمت مؤخرا أن ذلك بسبب كثرة تفكيره، وكانت لديه ذاكرة قوية أيضا، ولكن أصبحت ذاكرته ضعيفة، وأحيانا لا يركز في الكلام، وهو عمر 63 سنة.
أنا لا أعاني من هذا الموضوع (كثرة التفكير والذاكرة القوية) لأني كنت أعتبره طبيعيا، لكن مؤخرا، فمن كثرة الإرهاق في التفكير اللاإرادي حقيقة، وكثرة المواقف والذكريات القديمة أو الجديدة التي تستحضر نفسها بدون أي سيطرة لي عليها، بدأ الموضوع يؤثر علي نفسيا.
أصبحت أحيانا أواجه حالة كآبة، أصبح لدي تقلب في المزاج، لا أستطيع التركيز في قراءة الكتب أو القرآن الكريم، لم أعد أستطع التركيز والخشوع في الصلاة، أريد أن يصفى ذهني، ولا أدري ما الحل؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.