السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
عمري 16، وعندي مشكلة أعاني منها وهي خوفي من الأمراض، وخاصة من مرض السرطان، منذ فترة شهر أو أكثر كنت أعاني من آلام في العين، ذهبت للطبيب، فأعطاني قطرات عين، وتحسنت، وبعد فترة صار معي صداع دام لأكثر من 13 يوما، وتوقف، ولكنه ليس بالصداع القوي.
سألت أمي، فقالت لي صداع الشقيقة أو توتري؛ لأني أسهر كثيرا بالليل، وذهبت للطبيب مرة أخرى، وأجريت فحصا للدم، ولم يكن عندي شيء، كل شيء معتدل، قال الطبيب عندك التهاب في الجيوب الأنفية، وبعد مدة تحسنت، ولكن مرة أخرى رجع الصداع، لكن علمت أن الصداع لم يكن في الرأس، كانت جبهتي تؤلم أيضا، ودخلت في دوامة من الوسواس، والآن صرت أشعر بالغثيان، وعندما تصفحت المواقع علمت أن ألم الرأس مع الغثيان يمكن أن يكون ورما دماغيا، فصرت أهلوس، وأحس أني سأموت، وصرت أصرخ وأنتظر الموت.
علما أنه كانت لدي وساوس الأمراض، ومنذ صغري وأنا أعاني من وساوس حتى في الأبواب، أغلقه 10 مرات، وأتأكد أنه مغلق، فهل هاذا وسواس أو مرض؟
تعبت من التفكير، أرجو منكم النصيحة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي يظهر لي أنك في الأصل تعاني من نوع من القلق، وهذا القلق يتولد من الوسواس، وفي مثل عمرك توجد تغيرات كثيرة نفسية وجسدية وهرمونية وفسيولوجية، وهذا قطعا يؤدي إلى الكثير من عدم الاستقرار النفسي، وربما ظهور المخاوف والقلق، وكذلك الوساوس.
أنت لديك خلفية وسواسية قوية التأكد من إغلاق الباب عدت مرات وهذا أحد وساوس الأفعال، والوساوس في سن اليافعة مثل سنك أو ما قبلها تزداد، ولكن بعد ذلك تبدأ في الانحصار والانخفاض حتى تختفي تماما، تخوفك من المرض خاصة السرطان هذا نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، وإن شاء الله تعالى هو شيء عابر، عليك تجاهله، عليك التوكل، واعرف أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فهذا مجرد قلق افتراضي، والسرطان لا يؤدي إلى صداع أو غثيان بهذه الكيفية التي تحدثت عنها، حين يؤدي إلى مثل هذه الأعراض يكون المريض معتل جدا أو نهاية مرضه، وأصلا خبث السرطان أتى من صعوبة اكتشافه في مراحله الأولى، فالحمد لله الذي لديك الذي تعاني منه هو موضوع بسيط هو مجرد شقيقة أو صداع نصفي أو شيء من هذا القبيل، ولا علاقة له أبدا بمرض السرطان يجب أن تطمئن، أحرص على صلاتك فالصلاة تؤدي إلى الطمأنينة.
احرص على أذكار الصباح والمساء، وأسأل الله تعالى أن يحفظك، اجتهد في دراستك، استغل وقتك بصورة صحيحة، ابني تواصل اجتماعي ممتاز وإيجابي، كن بارا بوالديك هذا هو الذي يفيدك وينفعك.
وحين تشغل نفسك بهذه الأشياء المفيدة قطعا سوف تحدث إزاحة تامة لقلق المخاوف الوسواسي الذي تعاني منه، هذا هو الذي أنصحك به.
وإذا لم تخف الأعراض هذه من خلال هذه الممارسات السلوكية التي ذكرتها لك فهنا يفضل أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا مختصا في الأمراض النفسية لليافعين والمراهقين قطعا سيوجه لك المزيد من الإرشاد وربما تستفيد من أحد الأدوية البسيطة المضادة لقلق المخاوف الوسواسي مثل عقار فافرين مثلا.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.