السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 23 سنة، ومنذ خمس سنوات عانيت من الخوف والقلق وضيق التنفس وتسارع ضربات القلب، أجريت جميع الفحوصات وكلها سليمة، بعدها بسنة بدأت أعاني من الكهرباء في رأسي وجسمي، بدأت بتناول عقار سيترالين، لمدة سنة ونسبه خفيفة.
توقفت عن تناوله لمدة سنة ثم أصبت بالخوف بعد مشاهدة مسلسل يتكلم عن الزهايمر، وبدأت هنا قصتي، بدأ الشعور بالتغرب عن الواقع، وعدم الإحساس بالحياة، ولا أشعر بالسعادة، ولدي قلق دائم وتوتر، وبدأت أعاني وأخاف أن يكون لدي مرض الزهايمر، أصبحت أنسى الأشياء، وأنسى أحيانا الأسماء القديمة لأصدقائي، وأصبح لدي نسيان لأشياء كثيرة في الصلاة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rita حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
القلق والتوتر والخوف من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التركيز، وأنا أؤكد لك دون أن أفحصك بأنك لا تعانين من علة الزهايمر، أنت في سن أصلا لا يمكن أن يأتي هذا المرض فيها، وفي ذات الوقت القلق والتوتر لديك متأصل، أي أنه جزء للبناء النفسي لشخصيتك، وهذا يؤدي إلى نوع من الإجهاد النفسي الذي يؤدي إلى التوتر وتشتت التفكير.
هنالك آليات علاجية بسيطة جدا لكنها مفيدة جدا، أهم هذه الآليات العلاجية هو أن تمارسي الرياضة، أي نوع من الرياضة المتوفرة، والتي تناسب الفتاة المسلمة ستكون جيدة جدا بالنسبة لك، بشرط أن يكون البرنامج الرياضي متواصلا وليس متقطعا.
أمر آخر: أن تهتمي بغذائك، التوازن الغذائي: الطعام لابد أن يحتوي على مكوناته الأساسية من بروتينات ونشويات وشيء من الدهنيات، كذلك الفيتامينات والأملاح الأمينية، كلها مواد مهمة ومهمة جدا.
أمر آخر: أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، وأفضل أنواع الراحة هي التي تأتى من خلال النوم الليلي المبكر، هذا يؤدي إلى نوع من الاستقرار التام في خلايا الدماغ، بل إلى ترميمها، وهذا ينتج عنه -إن شاء الله تعالى- تحسن كبير في التركيز.
نصيحة أخرى: أن تكثري من القراءة، القراءة المجدية تحسن الفكر وتحسن التركيز، وقراءة القرآن تؤدي للسكينة قطعا وتحسن التركيز، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}.
أن يكون لك هدف في الحياة، أن تكون لك برامج يومية تحسني من خلالها إدارة وقتك، وتقومي بأشياء مثمرة وطيبة وجميلة، وحتى الترفيه على النفس مطلوب، لكن يجب أن يكون بالأشياء الجميلة والمباحة، هذه كلها -إن شاء الله تعالى- تساعدك تماما في العلاج.
وأريدك أيضا أن تتجنبي الكتمان، الكتمان دائما يؤدي إلى الاحتقانات النفسية الداخلية، وهذه تؤدي إلى الكثير من الشعور بالتوتر والقلق، فالتعبير عن النفس أو ما نسميه بالتفريغ النفيسي مطلوب، النفس لها محابس ولها منافذ، لابد أن نغلق هذه المحابس في بعض الأحيان ونفتح المنافذ.
والتواصل الاجتماعي الإيجابي والمثمر دائما فيه خير للإنسان، التفاعل الإيجابي مع الأسرة، وألا يكون الإنسان مهمشا في الأسرة، وأن يكون عضوا فاعلا في أسرته، نافعا لنفسه ونافعا للآخرين، هذه أيضا من متطلبات الحياة النفسية الصحيحة.
إذا أنصحك بهذا، وهذا يكفي تماما، وسوف يتحسن -إن شاء الله- التركيز لديك، وسوف يقل القلق والتوتر، وينتهي تماما -إن شاء الله تعالى- الشعور بالضيق.
الدواء: أنا أعتقد أن تناول جرعة صغيرة من عقار سبرالكس سيكون مفيدا جدا لك، والسبرالكس يسمى (استالوبرام)، الجرعة هي: أن تبدئي بخمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام– تناوليها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة –أي عشرة مليجرام– يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفيها إلى نصف حبة –أي خمسة مليجرام- يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
السبرالكس دواء سليم وطيب ونقي ومفيد، ولا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، أسأل الله تعالى أن ينفعك به.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.