أعيش بين وساوس الأمراض والشعور بالخمول والتعب

0 186

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 27 سنة, موظف، أعاني من تعب وخمول تام بحيث لا أستطيع مغادرة السرير صباحا حتى منتصف النهار، وعند الاستيقاظ أشعر بثقل وضغط في الجانب الأيمن من الرأس، مع دوار وإرهاق شديد، وطنين خفيف بالأذنين.

علما بأني مدخن وأشرب القهوة، هل هي أعراض الأورام الدماغية؟ لأني ألاحظ انتفاخا بسيطا بالجانب الأيمن من الرأس عند النظر والتدقيق بالمرآة.

كذلك من الناحية النفسية أنا متعب جدا، حيث لا يتوقف عقلي عن التفكير بالمواقف السلبية التي تعرضت لها مؤخرا في العمل من ظلم أحد المسؤولين، وندمت على عدم الرد.

تغيرت نظرتي للحياة وأصبحت شاحبا، وظهرت عندي أعراض لاحظها جميع الناس وهي تحريك الرجلين والأصابع وطرطقة الأصابع وعض الشوارب وهز الكتف الأيمن، وفي بعض الأحيان أقوم بفعل غريب هو عصر الجسم مثلما يقوم به الإنسان عند التقيؤ، حيث أعصر جسدي لدرجة الرعشة التي يلاحظها الناس، أقوم بهذا كله فقط لتهدئة نفسي قليلا.

أعاني من وساوس الإصابة بالسكري والقلب وتلف الأعصاب والورم الدماغي، خصوصا أن قدرتي الجنسية ضعفت، وأصبح عندي ضعف انتصاب، وأصبحت لا أحس جيدا بجسمي.

علما أني -للأسف الشديد- تارك للصلاة وكأن أمرها لا يهمني ومهمل جانب الطهارة.

أردت الذهاب للطبيب وأحس أن هناك شيئا يمنعني، بل بالعديد من المواقف عندما أريد شيئا أحس ببعض المخاوف تجاهه فأتجاهله.

أرجوكم ساعدوني، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: وأنت في عمر الشباب عمر القوة والطاقات والمهارات، بكل أسف أغلقت على نفسك ووضعتها في دهاليز مظلمة لا فاعلية، لا حياة، لا صلاة، لا علم، لماذا أيها الفاضل الكريم؟ نعم، قد يكون هنالك شيء من الاكتئاب والإحباط والأعراض النفسوجسدية، لكن يجب أن ترتقي بنفسك وتدرك أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأن الله تعالى قد أعطانا القوة وأعطانا المهارة وأعطانا الخبرات، قد تكون كامنة، قد تكون مختبئة، لكن بشيء من التصميم والعزيمة نستطيع أن نخرجها، الحق عز وجل حين قال: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابة موقوتا"، هنا يقرع في كيان المسلم ووجدانه ذلك المنبة الإلهي العظيم، الذي استشعره بأهمية الصلاة، فيسعى نحوها سعيا.

أيها الفاضل الكريم: إذا أردت بالفعل أن تحل مشكلة الخمول والكسل والنوم الصباحي غير الطبي وغير الصحي، فعليك بصلاة الفجر في وقتها، أقول لك الآن أن العالم الهندي الهندوسي شلندران أثبت وبما لا يدع مجالا للشك أن كل الهرمونات والمكونات الدماغية الإيجابية تفرز في فترة الصباح، هنالك مادة الأوكستوكسن المادة المحفزة أو ما يسمى بهرمون السعادة، هنالك مادة الإنكافلين ومادة الإندرفين والتي تسمى بالإفيونات الداخلية وهنالك مادة السيرتونين المحسنة للمزاج، كل هذه تفرز في فترة الصباح، لذا قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: بورك لأمتي في بكورها. الحياة هنا أيها الفاضل الكريم في الصباح.

إذا أردت بالفعل أن تخرج من الذي أنت فيه، وأنا أعرض عليك هذا التوجيه والإرشاد بصورة علمية يجب أن تأخذ بها -أيها الفاضل الكريم-، وأنت فيك خير كثير فيجب أن تغلق أبواب الشر، أريدك أن تتواصل اجتماعيا لا بد من ذلك، بناء نسيج اجتماعي هو أفضل ما يجعل الإنسان يعيش في راحة وسعادة، اقرأ، اطلع، رفه عن نفسك، شاهد الأفلام الجميلة والطيبة، البرامج الممتازة، اذهب إلى الأسواق، شارك الناس في مناسباتهم أفراحهم، سافر، الحياة جميلة -أيها الفاضل الكريم-، فالاكتئاب يعالج من خلال هذه الآليات.

احرص على ذلك، وأنا متأكد أن هذه الضوابط إن طبقتها سوف تسير على خير كثير، وإن لم تستطع زيارة الطبيب فلا تزره، نفس الكلام الذي قلته لك سوف يقال لك فعليك بالتطبيق، المقدرات الجنسية وخلافه لا تأتي إلا بعد أن يرتفع ويرتقي مستوى فاعليتك الاجتماعية والجسدية والدينية والوظائفية والمهاراتية، الأمور مرتبطة مع بعضها البعض.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تتناول أحد محسنات المزاج الممتازة، اسمه فلوكستين ويسمى بروزاك ابدأ بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم أي 40 مليجراما، وهذه الجرعة المطلوبة في حالتك استمر عليها لمدة 6 أشهر، ثم اخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة 6 أشهر أخرى، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، الدواء رائع سوف يساعدك وإن طبقت الإرشادات التي ذكرتها لك قطعا سوف تكتمل الرزمة العلاجية بصورة ممتازة.

أسأل الله أن ينفعك بذلك، وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات