أشعر بالخوف الشديد والقلق قبل الدخول على الطبيب

0 85

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 26 سنة، وعندي قلق ووسواس قهري في الأمراض وفي الصلاة وفي الوضوء يخف ويرجع.

عندي مشكلة صحية بسيطة، أتحفظ عن ذكرها، وفي كل موعد أشعر بالخوف الشديد والقلق قبل الدخول على الطبيب، وتظهر علي هذه الأعراض ( رعشة يدين، خفقان قوي، سرعة تنفس، جفاف بالحلق )، وبمجرد أن يخبرني الطبيب بأن كل شيء بخير بعد دقائق تقريبا من دخولي تختفي هذه الأعراض، وأكون طبيعية تماما.

بعد أربعة أشهر سيكون موعد نتيجة العلاج، وأحتاج منكم أن تصفوا لي حبوب مهدئة بسيطة أتناولها قبل الذهاب للعيادة مثل التي تعطى لمرضى فوبيا الطيران أو غيرها بشرط ألا تسبب ارتفاع بهرمون الحليب.

آخر موعد كان سرعة النبض 137 في الدقيقة، ولا أريد أن تتكرر هذه الأمور، فهو شعور سيء ومتعب جدا.

أرجوكم أحتاج منكم المساعدة ولا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي لظروف.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
لا أعتقد أن لديك مشكلة نفسية حقيقية، لديك ظاهرة قلق وسواسي، مع بعض المخاوف الظرفية التي تحدث عند المواجهات.

اجتهدي في علاج الوسواس القهري المتعلق بالصلاة والوضوء، وهذا له عدة طرق، بالنسبة للوضوء: حددي كمية الماء، لا تتوضئي من ماء الصنبور، ضعي ماء في إناء – في إبريق، في قنينة – ويجب أن تكون كمية الماء محدودة، لا تزيد عن لتر، وابدئي في الوضوء بخطواته المعروفة، وفي كل مرة أكدي على ذاتك أنك قد قمت بالفعل المطلوب، مثلا: حين تغسلين اليدين قولي: (الآن قد غسلت يدي، الآن أنا قمت بالمضمضة، الآن أنا قمت بالاستنشاق والاستنثار...) وهكذا، إذا فعل الحركة مع تأكيد الفعل للنفس، وفي ذات الوقت الإدراك التام بأن كمية الماء محدودة، وأن الإسراف مذموم، هذه طريقة جيدة جدا لعلاج وساوس الوضوء.

بالنسبة للصلاة أيضا: تحددين الوقت، صلاة الفرض مثلا لا تتجاوز العشر دقائق مثلا، حددي الوقت، ومسبقا حددي السورة التي سوف تقرئينها بعد الفاتحة، وأكدي على نفسك أيضا بالفعل الذي تقومين به في الصلاة.

بالنسبة لموضوع المخاوف الظرفية عند المواجهة: هذه تعالج من خلال تحقير فكرة الخوف، وأنك إنسانة الحمد لله تعالى حباك الله تعالى بمقدرات، ولا تقلي عن الآخرين، فلماذا أخاف؟ .. ودائما ابدئي بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) في أي فعل تريدين القيام به، وعليك بتمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي مفيدة جدا، وكذلك تمارين قبض العضلات وإطلاقها.

أما بالنسبة للدواء؛ فأعتقد أن عقار (إندرال) سيكون كافيا جدا لك، الإندرال ممتاز لعلاج الأعراض الجسدية للقلق والمخاوف، والإندرال يسمى علميا (بروبرالانول)، تبدئي بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوع، ثم تجعليها عشرين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناوله.

لا أريدك أن تبدئي باستعمال الإندرال فقط عند اللزوم، لا، أريدك أن تبني قاعدة علاجية من خلال تناول الدواء بالصورة التي ذكرتها لك، هذا سوف يعطيك استقرارا كبيرا وطمأنينة كبيرة، ويحسن من دافعك نحو المواجهة، وبعد أن تتوقفي عن الدواء إذا حصل وأتتك أعراض عند المواجهات هنا يمكن أن تستعملي الدواء بجرعة عشرين مليجراما ساعة قبل زمن المواجهة.

الإندرال دواء سليم وفاعل، فقط ننصح بعدم استعماله للذين يعانون من الربو.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات