أعاني من الخمول افتقاد الفاعلية والعزم فما نصيحتكم؟

0 91

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: يجب أن أثني على روعة هذا الموقع، وجودة الرد على الاستتشارات والفتاوى، ومهارة القائمين عليه من الأساتذة القديرين.

عمري ٢٤ عاما، جسمي قوي وصحتي جيدة ، مشكلتي أنني دائما أشعر بالخمول، وعدم الفاعلية، وغياب الهمة والعزيمة، أستيقظ دائما متأخرة، وأحب الجلوس وحدي، وأحب السهر كثيرا، أشعر أن لا شيء يستحق أن أستيقظ باكرا.

مكتئبة دائما وليس لدي دافع لفعل أي شيء، حتى أنني أمتنع أحيانا من الذهاب للجامعة بسبب هذا الأمر، لا أحب الاختلاط بالناس، أشعر بأن العلاقات مع الناس غير مهمة وسخيفة، أعلم أنني مخطئة، وأمي تؤنبني على نمط حياتي الخاطئ، خائفة من الارتباط بسبب مشكلتي، فأي زوج سيحتمل امرأة خاملة؟

منذ فترة قصيرة ذهبت وعائلتي إلى رحلة سياحية للخارج، واختفت الأعراض، كنت أصحو بكل همة ونشاط، وأقضي النهار الطويل بهمة، وأنجز العديد من الأشياء، أشعر بالحزن على نفسي.

أعاني من هذه الحالة منذ أربع سنوات، رغم أنني طوال هذه الفترة كنت أتناول سيبراليكس ١٠ ملغ، تحت إشراف الطبيب، وبدأت في إيقافه مؤخرا، لم يخطر في بالي يوما أن هذه المشكلة لن تكون عابرة، والموضوع الآن يحتاج إلى تدخل المختصين أمثالكم.

وصف لي الطبيب عقار بروزاك، منذ ثلاث سنوات، سبب لي العقار دوخة شديدة فأوقفته فورا.

أجريت تحليل الغدة الدرقية، كل تحاليلي سليمة و-لله الحمد-.

ملاحظة: كل الأعراض بدأت بالظهور بعد أن سافرنا من بلادنا إلى المهجر، بسبب الظروف السياسية، منذ ذلك الحين وأنا أعاني من المشاكل والاضطرابات النفسية وتقلب المزاج، وأنا شخصية حساسة جدا، وحده الله يعلم كم عانيت من الغربة.

أفيدوني، وشكرا لكم.

ما الحل اثابكم الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aisha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة في حق العاملين بالشبكة الإسلامية، فلك الشكر والتقدير باسمهم جميعا -أيتها الفاضلة الكريمة-.

الخمول وافتقاد الفاعلية والدافعية والعزم في بعض الأحيان تكون من أعراض الاكتئاب النفسي، وفي أحيانا كثيرة يكون التكاسل وسوء إدارة الوقت وعدم تحديد الأسبقيات الحياتية عامل في هذا النوع من السلوك، قطعا لا يوجد سبب طبي أو بيولوجي في حالتك هذه، وكل فحوصاتك سليمة، أنا أعتقد أنك محتاجة لتغيير بعض المفاهيم، ومن هذه المفاهيم مفهوم أنك الآن في أفضل سنين حياتك، من حيث القدرة البيولوجية والفسيولوجية وحتى النفسية، فلماذا تضيعي هذا الأمر وهذا الوقت، لا بد أن يكون هذا مرتكز تفكيرك وبصورة جوهرية جدا.

والنقطة الثانية: هي أن تدرك، بل أن ندرك جميعا أن الله تعالى قد حبانا وأعطانا الإرادة والمقدرات والمهارات والإمكانيات التي من خلالها نغير أنفسنا، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

النقطة الثالثة: يجب أن لا يكون هنالك استسلام أو تراخي، والإنسان يجب أن لا يقبل الدونية لنفسه أبدا.

النقطة الرابعة: وهي أن النفس لا بد أن نكبحها في كثير من الأحيان، مثلا موضوع تنظيم الوقت هذا أمرا يهمله الكثير من الناس، لأنهم يتساهلون مع أنفسهم الذين يسهرون، وأنت ذكرت أنك منهم، هذا أمر خاطئ وخطأ كبير، الإنسان الذي ينظم وقته ويستطيع أن ينظم حياته، فأرجو أن تراجعي هذه النقاط التي ذكرتها لك وهي نقاط أولية ومعلومة، لكن قصدت التذكير بها والتركيز عليها، أهم شيء هو أن تنامي النوم الليلي المبكر، والنوم الليلي المبكر يحسن من وظائف الدماغ، ويؤدي إلى الاستيقاظ المبكر، والبكور فيه خير كثير، الإنسان حين يصلي الفجر حاضرا تبدأ لديه قفزات كيميائية داخلية إيجابية جدا، اتضح الآن بما لا يدع مجالا للشك ودراسات في الغرب والشرق أن المواد النفسية خاصة ما يعرف بالموصلات العصبية تفرز في فترة الصباح، كالأوكستوكسن مادة السعادة، كالأندرفن، كالإنكفلن، كالسيرتونين هذه لا تفرز إلا في البكور، ولذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن هذه الأمة قد بورك لها في بكورها، فأرجو أن تحرصي على ذلك.

لا بد أن تديري وقتك على هذه الاسس، هذا -إن شاء الله تعالى- يجعلك في وضع صحية نفسية ممتاز، بالنسبة للعلاج الدوائي أنا أرى أن عقار زوالفت والذي يسمى سيرترالين سيكون هو الأفضل بالنسبة لك، ابدئي في تناوله بجرعة نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات