السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 25 سنة، وعندي طفل واحد بعمر 7 شهور، وأعمل موظفة، بالإضافة إلى التعب والعمل في البيت.
كنت جالسة وأشرب القهوة، فجأة سمعت صوتا وأحسست به داخل صدري، صوت القلب دقات القلب 5 دقات متتالية، ثم انتابني الخوف وأصابني الهزل، والرجفة في كل جسمي مما حدث!
ذهبت إلى المستشفى وكان ضغطي 130 على 90، وتخطيط القلب كان سليما وطبيعيا، كما قال الدكتور.
ذهبت إلى البيت والخوف مسيطر علي أن يعود الذي حدث مرة أخرى، واستيقظت في اليوم التالي لأذهب للعمل وخلال العمل أحسست منذ الصباح بشيء مؤلم وثقيل في منتصف الصدر، أي القصبة في منتصف القفص الصدري تماما، وعدم القدرة على أخذ نفس بالكامل.
غادرت عملي وذهبت لدكتور قلب وأجرى لي (تخطيطا وفحص فرق الجهد)، وكان سليما، وقال لي: القلب ممتاز وطبيعي، وسألته عن النبضات التي سمعتها، قال: ممكن أن يكون ضغطك عاليا، وكان بوقتها الألم في منتصف الصدر، قال إنه لا علاقة له بالقلب فهو شيء خارجي، لكني ما زال الوسواس والخوف لدي، وأخاف أن يتوقف قلبي فجأة.
علما أن الألم في منتصف الصدر، وعندما أكون وحدي يزيد الألم ويرافقه مثل شحنة لكل جسمي ورأسي، وأحس أني في دوخة وأحرك رأسي وأرجع طبيعيا.
لا أدري هل هذا من الخوف أم لا؟ وموضوع النبضات لم يتكرر منذ حصل، لكن الألم في منتصف الصدر ويمتد وأحس به في داخل رقبتي.
بالإضافة في عملي الكثير من الضغط، وعملي مكتبي على الكمبيوتر، وأعمل بسرعة كي لا أتأخر عن بيتي نهاية اليوم، وخلال تركيزي على الشاشة أحسست بأني لا أستطيع أخذ النفس كاملا، وفحصني الدكتور الموجود في عملي وكان الأكسجين ممتازا في الدم والضغط طبيعي، لكني من الخوف أصابني الهزل، وأخاف بأي لحظة أن أدوخ! وأخاف أن الوسواس يدمر حياتي.
ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، نبضات القلب المتسارعة التي حدثت لك هذه ظاهرة فسيولوجية معروفة وليست دليلا على مرض في القلب، لكن أتفق معك أنها تخيف الإنسان وتؤدي إلى شيء من الفزع وربما الهرع، هذه تسمى بالخوارج الانقباضية للقلب، وهي حالة حميدة وفسيولوجية، وأنت قمت بإجراء كل الفحوصات المتعلقة بالقلب والحمد لله تعالى قلبك سليم، وأرجو أن لا تنزعجي أبدا.
الخوارج الانقباضية في كثير من الأحوال لا يعرف لها سبب، لكن في حالات أخرى قد يكون سببها القلق أو التوتر أو الإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي، أو تناول كميات كبيرة من الكافيين عن طريق شرب القهوة والشاي أو البيبسي والكولا بكثرة، وفي بعض الأحيان قد تكون مرتبطة بزيادة في إفراز هرمون الغدة الدرقية.
أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك هذه قطعا من وجهة نظري ليست حالة جسدية، ليس هنالك مرض عضوي إنما هي حالة نفسوجسدية، وأقصد بذلك أن الخوف والقلق والتوتر قد أدى لما تحسين به من ألم في منتصف القفص الصدري، ولماذا القفص الصدري السبب في ذلك أن الناس تنشغل بالقلب ووظائفه.
موت الفجأة كثر وكذلك الذبحات القلبية وأصبح الناس على مستوى العقل الباطني والعقل الظاهري مشغولين جدا بموضوع القلب وأمراض القلب، وهذا توتر نفسي كبير ينتج عنه توتر عضلي وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات القفص الصدري، وبعض الناس يكون لديهم الانقباضات العضلية في أسفل الظهر أو في الأمعاء، ويظهر هذا في شكل ما يسمى بالقولون العصبي، والبعض قد يحدث له الانقباض العضلي القلقي في عضلات فروة الرأس، مما ينتج عنه الصداع العصبي أو العصابي.
حالتك هذه -أيتها الفاضلة الكريمة- من وجهة نظري هي حالة نفسية مائة في المائة، ولا تدل على وجود مرض عضوي.
ما العلاج؟
العلاج هو أرجو أن تتفهمي الحالة على الصيغة التي ذكرتها لك، لأن ذلك في حد ذاته نوع من العلاج، الأمر الآخر أرجو أن لا تكثري من التردد على الأطباء، أنا لا أحرمك من التأكد الطبي حول صحتك، لكن هذا يمكن أن يكون من خلال مقابلات مرتبة مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر مثلا، الأمر الآخر أنت محتاجة لأن تنامي نوما ليليا مريحا، أتفهم أنه لديك طفل صغير ولديك أسرة، لكن بقدر المستطاع حاولي أن تحرصي على النوم الليلي لأن ذلك يساعدك كثيرا.
الأمر الآخر لا بد أن تمارسي شيئا من الرياضة، رياضة المشي على وجه الخصوص مفيدة، أمر آخر هو أن تطبقي تمارين استرخائية، تمارين قبض العضلات وإطلاقها، تمارين التنفس التدرجي، فلا بد من أن تطبقي هذه التمارين فهي مفيدة ومفيدة جدا، لتعلم تمارين الاسترخاء توجد عدة برامج على الإنترنت يمكنك الاستفادة منها، وإن استطعت أن تقابلي اختصاصية نفسية أيضا سوف تدربك عليها، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) بها توضيح كامل عن كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، ربما يكون من المفيد لك أيضا أن تتناولي عقارا مضادا للقلق، ولمدة ليست طويلة.
هنالك دواء متوفر في الأردن يسمى ديناكسيت، تناوله بجرعة حبة واحدة يوميا لمدة شهرين مثلا ثم تتوقفي عن تناوله، هو دواء سليم وغير إدماني، وليس له تأثيرات سلبية، توجد قطعا أدوية أقوى من هذا الدواء، وربما تكون أيضا أفضل من حيث الفاعلية، لكن بما أن حالتك بسيطة رأيت أن نكتفي بعقار ديناكسيت، أرجو أن تتناولي الدواء بانتظام وتطبقي كل الإرشادات المصاحبة، حيث أن الرزمة العلاجية يجب أن تكون كاملة ومتكاملة حتى يستفيد الإنسان منها، ويجني أقصى مراتب العلاج والشفاء -إن شاء الله تعالى- بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.