السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من فكرة سخيفة، وهي أنني أجبر نفسي على فقدان التركيز أثناء الكلام مع الآخرين، أو مثلا عند اجتياز الامتحانات أحاول أن أهمس بداخلي أنني لم أحفظ شيئا، أو أن دماغي فارغ من الأفكار، وهذا يسبب لي الكثير من التشويش والعجز التام، رغم مقاومتي وتجاهلي لهذه الأفكار.
حاليا أتناول دواء الباروكستين بجرعة 20 ملغ لمدة 6 سنوات، يوميا ولم يحدث سوى تحسن بسيط! وسؤالي: هل هناك علاج سلوكي فعال؟ وهل أرفع جرعة الدواء أم أقوم بتخفيضه؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعاني منه هي أفكار وسواسية، تجعلك تجبر نفسك على فقدان التركيز، والتفكير في الامتحانات بأنك لم تحصل على شيء من المعلومات أو لا تعرف شيئا، وكل هذه الأشياء هي أفكار وسواسية – أخي الكريم – وطبعا دائما في الوسواس القهري يقاوم الشخص لفترة طويلة، ولكن تفشل المقاومة، ومن ثم يأتي التوتر والقلق.
الباروكستين هو دواء من ضمن العلاجات النافعة للوسواس القهري، ولكن استمرارك عليه لمدة ستة سنوات مدة طويلة، دائما عندما نبدأ الجرعة بعد مرور شهرين إذا كان هناك تحسن جزئي بعد ذلك نزيد الجرعة لشهر آخر، إذا كان التحسن تحسنا جزئيا نزيد الجرعة مرة أخرى ونزيد شهرين آخرين، ولكن بعد مرور شهرين إذا لم يكن هناك أي تحسن فيجب التحول إلى دواء آخر، وست سنوات فترة طويلة، ومعروف عن الباروكستين أن له أعراض انسحابية عند التوقف الفجائي، ولذلك أنصحك بالتوقف التدريجي منه، وذلك بأن تخفض ربع الجرعة كل أسبوعين، حتى يتم التوقف نهائيا عنه في خلال شهرين، وأنصحك بالتحول إلى دواء آخر، قد يكون الـ (فافرين) أنسب، فهو أكثر فعالية في علاج الوسواس القهري.
أما بخصوص العلاج السلوكي فنعم هناك علاجات سلوكية فعالة للوسواس القهري، ولذلك يجب عليك أن تحاول الاستعانة بطبيب نفسي ذو دراية وعلم ومعرفة بعلاج الوسواس القهري السلوكي، والجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي هو أفضل من العلاج الدوائي لوحده.
وفقك الله وسدد خطاك.