السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مريض بالوسواس القهري والرهاب، عمري 39 سنة وجربت أدوية كثيرة، مثل انافرنيل، ولم أستطع تحمل الآثار الجانبية، تناولت البروزاك ولا فائدة، وهذا الموضوع أثر على حياتي، خصوصا في الجانب الديني، مثل الصلاة، ولدي خوف شديد من أي تجربة جديدة، فما الحل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الوسواس القهري والرهاب يعالج سلوكيا في المقام الأول، والأدوية مفيدة لا أنرك دورها أبدا، لكن حسب نوعية الوسواس هل هي وساوس أفكار، وساوس أفعال، وساوس شكوك، اندفعات، مخاوف نوع من الطقوس المكررة هنالك عدة أنواع من الوساوس، والعلاج السلوكي نعتبره علاجا أساسيا، وأهم مكون في العلاج السلوكي هو تجاهل الوسواس وعدم الاستجابة له، وفعل ما هو مخالف ومضاد للوسواس.
الرهاب -أخي الكريم- يعالج أيضا من خلال التحقير، وأن يكون الإنسان أكثر ثقة في نفسه، ويتواصل اجتماعيا، وأن يكون هنالك حرص على بعض الممارسات الإيجابية، مثل: ممارسة الرياضة الجماعية، الحرص على مشاركة الناس في مناسباتهم، الحرص على صلاة الجماعة، هذا كله يساعد كثيرا وبصورة واضحة جدا في علاج الرهبة والخوف، وكذلك الوساوس، فحرص على ذلك.
من حيث العلاج الدوائي، توجد أدوية ممتازة، وأنا أعتقد أن الزوالفت والذي يسمى سيرترالين ويسمى في مصر الاسترال، وقد تجده تحت مسميات تجارية أخرى، هذا دواء ممتاز ودواء فاعل، والجرعة التي قد تكون مفيدة في حالتك، هي أن تبدأ بنصف حبة 25 مليجرام ليلا، لمدة 10أيام، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا وقوة الحبة 50 مليجرام، استمر عليها لمدة شهرين، ثم انتقل إلى الجرعة العلاجية، وهي حبتين ليلا، وهذه يمكن أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر مثلا، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وجرعة 100 مليجرام أي حبتين من الزوالفت هي الجرعة الوسطية، لأن الجرعة الكلية يمكن أن تكون أربع حبات في اليوم، أي 200 مليجرام، لكن لا أرى أنك في حاجة لمثل هذه الجرعة.
ومراجعتك أيضا لطبيب نفسي سوف تفيدك لا شك في ذلك، أرجع مرة أخرى للحديث عن الزوالفت، أؤكد لك أنه غير إدماني وميزاته العلاجية كثيرة جدا، وهي كلها ميزات إيجابية آثاره الجانبية قليلة، فعلى سبيل المثال فقط قد يؤدي إلى زيادة في الشهية نحو الطعام، وإذا حدث شيء من هذا فيجب أن تتخذ المحاذير اللازمة التي تمنع زيادة الوزن، كما أن الدواء قد يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر أبدا على الصحة الإنجابية عند الرجل.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.