السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من الاكتئاب والوساوس من الأمراض وخوف جدا من الحاضر والمستقبل، ولدي ارتفاعا في ضغط الدم، وتسارعا بدقات القلب، مما جعلني أشعر بالخوف، وأنني مصاب بمرض خطير؛ لأنني اكتشفت الضغط بالصدفة، مع العلم أنه لا يوجد لدينا تاريخ مرضي في أسرتنا مصاب بالضغط، فأنا أعيش ظروف نفسية صعبة وقلق، وأخاف من الموت والإصابة بالأورام.
فكرت في أخذ دواء (بروزاك) ولكنني خشيت أن يتعارض مع دواء الضغط، أرشدوني ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ wissam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: اكتشافك لارتفاع ضغط الدم هذا شيء طيب؛ لأن الإنسان إذا اكتشف المرض سوف يتخذ التحوطات العلاجية، وبفضل الله تعالى ضغط الدم علاجه سهل جدا، ولا تحدث منه أي مشاكل، إلا بالنسبة للذين يهملون العلاج أو لا يتابعون مع أطبائهم.
فيا أخي الكريم: التزم بعلاجك، التزم بالمتابعات مع الطبيب، وقطعا الفحوصات الدورية مهمة، مثل التأكد من مستوى السكر، ومستوى الدهنيات في الدم، وحاول – أخي الكريم – أن تعيش حياة صحية، بمعنى: أن تجعل غذائك منظما ومرتبا وصحيا.
أن تمارس الرياضة، الرياضة فيها خير كثير جدا، حتى لعلاج القلق والاكتئاب والوسواس، كما أن الرياضة لها نفع خاص جدا على التحكم في ضغط الدم.
واحرص – أخي الكريم – على النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، وتواصل اجتماعيا، وأحسن إدارة وتنظيم الوقت، هذه كلها متطلبات علاجية مهمة وممتازة جدا لعلاج القلق وكذلك الوساوس.
اشغل نفسك بما هو مفيد حتى لا تنشغل بما ليس بمفيد. هذا معروف أخي الفاضل.
بالنسبة للعلاج الدوائي: البروزاك دواء جيد جدا، ودواء سليم، وهو دواء نقي، أنت لم تذكر الدواء الذي تتناوله لعلاج ضغط الدم، لكن بصفة عامة البروزاك ليس له تفاعلات كثيرة مع الأدوية، يمكن – أيها الفاضل الكريم – أن تشاور طبيبك حول تناول البروزاك، أو تشاور الصيدلي، وأنا أؤكد لك أنه دواء جيد ودواء فاعل ودواء سليم.
الجرعة في حالتك: ابدأ بكبسولة واحدة (عشرون مليجراما)، تناولها بانتظام لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها كبسولتين يوميا – أي أربعين مليجراما – لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم خفض الجرعة بعد ذلك إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم توقف عن تناوله.
توجد أدوية أخرى كثيرة بديلة مثل عقار (زولفت)، أيضا دواء رائع خاصة لعلاج المخاوف.
أخي الكريم: كن أكثر يقينا وتوكلا بأن الموت أمر محتوم، والآجال بيد الله تعالى، والإنسان يجب أن يعيش الحياة بأمل وتفاؤل ورجاء، ويعمل لآخرته. هذا يقضي تماما على الخوف المرضي من الموت، ويعزز لدينا الخوف الشرعي من الموت، وهذا مطلوب – أخي الكريم -.
الإصابة بالأورام وخلافها أشياء موجودة في الدنيا، الإنسان يسأل الله تعالى أن يحفظه، ويسأل الله العافية، وفي نفس الوقت يسعى أن يعيش حياة صحية، بمعنى: أن يكون طعامه مرتبا ومنظما، أن يمارس الرياضة، أن ينام نوما ليليا مبكرا – كما ذكرنا – أن يكون إيجابيا... هذا كله إن شاء الله تعالى يساعد على الوقاية من الكثير من الأمراض، كما أن الفحوصات الدورية مع طبيب تثق به ستكون أمرا مفيدا - أخي الكريم – مثلا مرة كل ثلاثة أشهر اذهب إلى طبيبك، وهذا يعطيك إن شاء الله شعورا بالطمأنينة حول وظائفك الجسدية وخلوك من الأمراض.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.