السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 26، مشكلتي حدثت معي منذ شهر، أصبحت شهوتي تغلبني كلما ظهرت لي صورة بالانستغرام أو الإعلانات، أثار بسرعة مع العلم أني لا أبحث عن مثل هذه الصور، تظهر فجأة وهذا الشيء يزعجني وأصبح يقهرني، لأني الحمد لله ملتزمة بصلواتي، وأقوم أحيانا لصلاة الفجر، وأصلي الوتر، أحافظ على الأذكار، أقوم بالاستغفار أكثر من 100 مرة في اليوم، وأقرأ حزبين من القرآن الكريم في اليوم، وهاتفي مليء بالصور الدينية والأدعية، لكن عندما تحدث لي هذه المشكلة التي لا أعرف حتى ما نوعيتها، هل أعتبرها إثارة إهاجة أم عادة سرية أموت من القهر.
أحس بالتناقض والذنب، وأني أظلم نفسي كيف لي أن أكون محافظة على صلواتي والذكر وأقع في هذا الغلط، صحيح أني أصلي ركعتين وأستغفر الله وأطلبه أن يعفو عني، أعرف أن الله يغفر ويسامح عباده، لكن ليس مبررا أن أعيد الغلط، فالله أيضا شديد العقاب، فأنا أخاف أن يعاقبني الله في الدنيا قبل الآخرة، وأن يحرمني من النجاح في الجامعة، أعذروني لأني أطلت الكلام، فأنا بحاجة لأحكي ما بداخلي، أرجو أن تساعدوني ولو بالدعاء.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- بارك الله فيك –أختي الفاضلة– وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع، وحرصك على كمال دينك وتطهرك من الذنوب والمعاصي، وهو ولا شك دليل على ما أنعم الله به عليك من حسن الدين والخلق والتربية الحسنة، الأمر الذي يبشر بقدرتك -بإذن الله تعالى- وفضله على التوبة وقبول الرب لها وتوفيقه مادمت على لزوم محبة الرب تعالى، والحياء، والخوف منه، ورجائه سبحانه، والحرص على الطاعة، وفعل الخير، وكراهية الشر وأهله، وقد صح في الحديث: (من سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن)، ولا يخفاك قوله تعالى في حق من تعاطوا أعظم الكبائر والذنوب: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)، فكيف وحالك مع الله على ما ذكرت من الخير والطاعة.
- احذري الإفراط والمبالغة في الشعور بالذنب حد اليأس والإحباط والقنوط واتباع الوساوس والأوهام، فالكمال عزيز، والكمال المطلق لله تعالى وحده، وقد صح في الحديث: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون).
- أوصيك فحسب بلزوم الحرص على التوبة الصادقة وكراهية الذنوب والندم والاستغفار للرب تعالى، والحرص على الإقلاع عنها وعدم العودة إليها مهما تكررت بل أو عظمت (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون).
- أحسني الظن بالله تعالى وعززي الثقة بالنفس (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم، وفي الاستعانة بالله وتقواه والتوكل عليه سبيل التوفيق والنجاة، قال تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
- ومما يسهم في تحصيل قوة الدين والإيمان وعون وتوفيق الرحمن، أن تحرصي على لزوم الطاعات والأذكار والدعاء والصحبة الصالحة وقراءة القرآن ومتابعة الدروس والمحاضرات والبرامج النافعة والمفيدة، والبعد عن كل الوسائل المؤدية إلى ضعف الوازع الديني والأخلاقي والوقوع في الذنوب والمعاصي (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن).
- المبادرة ما أمكن إلى الزواج بمن تتوفر فيه معايير حسن الدين والخلق والأمانة (فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).
- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء بأن يعينك على تحصيل الصبر والثبات والعفو والعافية والعفة والعون والصلاح والتوبة (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
- أسأل الله تعالى أن يرزقك التوفيق والسداد ويلهمك الصبر والهدى والرشاد ويمن عليك بالعفو والزوج الصالح والحياة الناجحة والسعيدة والمطمئنة، والله الموفق والمستعان.