السؤال
السلام عليكم.
أعاني من رائحة الفم الكريهة، حتى بعد زيارتي لطبيب الأسنان وتنظيف أسناني لم أشعر بتحسن، وكذلك زرت طبيب الجهاز الهضمي وجد أن عندي جرثومة المعدة، وأخذت الدواء ولكن بدون جدوى، فرائحة الفم لا زالت موجودة، خاصة في الصباح ألاحظ أن اللعاب ذو لون أصفر، ومعجون الأسنان لا يرغي في فمي، مع اختناق في أنفي يزول بعد ربع ساعة من استيقاظي، لا أعلم ماذا علي أن أفعل للتخلص من هذا المشكلة؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لرائحة الفم الكريهة أسبابا كثيرة، إما أن تكون من منشأ فموي وهو الشائع بنسبة 90% ( كالنخور، والتهاب اللثة، وتشققات اللسان وجفاف الفم، والتهاب اللثة، وسوء العناية الفموية) أو من منشأ جهازي 10 % (أمراض الجهاز الهضمي، وأمراض وإنتانات البلعوم والأنف والحنجرة، والداء السكري، وأمراض الكبد، والإمساك المزمن، والتهاب اللوز، وضعف الجهاز المناعي)، لذلك يجب تقييم المشكل من قبل طبيب الأسنان لتشخيص السبب إذا كان فمويا يجب علاجه، أو نفي الأسباب الفموية والاستقصاء عن الأسباب الجهازية من قبل الطبيب المختص وعلاجها.
الخطوة الأولى عند زيارة طبيب الأسنان ليس فقط لتنظيف الأسنان، بل يجب إجراء فحص دقيق لجوف الفم كاملا، وتسجيل الملاحظات لتقييم المسبب بدقة، فيجب إجراء تقييم لعمق الجيوب اللثوية، وفحص المسافات بين الأسنان، وتقييم وجود نخور بين الأسنان أولا، ويجب إجراء صور شعاعية عند الشك بوجود نخر، كما يجب تقييم اللسان هل به تشققات أم لا؟ ويجب تقييم وجود أو نفي وجود التهاب فطري للفم.
كما ينصح بتقييم الحشوات والتركيبات القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، فغالب مشاكل البخر الفموي من الحشوات والتركيبات القديمة، وعند الانتهاء من التقييم الجيد للفم يجب علاج أي سبب لوحظ بالتقييم وستنتهي البخر -بإذن الله-.
في حال استمرار البخر الفموي بعد التقييم الجيد، والانتهاء من المسببات الفموية الممكنة يجب إجراء تقييم جهازي يشمل أولا: زيارة طبيب اختصاص الأنف والأذن والحنجرة؛ لتقييم وجود جيوب ضمن اللوز أو وجود التهاب جيوب أنفية مزمن قد يكون هو المسبب الأشيع بعد المسببات الفموي، وفي حال النفي يجب إجراء تحاليل للكشف عن سكر الدم والذي يكون مرافق لرائحة خلونية مميزة عند المصابين بهذا المرض، أو الكشف عن الأسباب الهضمية كالقلس المعدي المريئي وعلاجه والذي يكون مرافق بإحساس بالغثيان وحرقة بالسبيل الهضمي العلوي، فعند الشعور بهذه الأعراض بشكل مستمر يجب استشارة طبيب أمراض الهضم فقد تكون المسبب.
يجب العلم أن إهمال النظافة الفموية والتدخين من الأسباب الشائعة المفاقمة للبخر الفموي، فيجب اتباع تعليمات النظافة الشخصية والفموية، واستعمال الخيط السني للتنظيف بين الأسنان بشكل دوري، كما يجب استبدال الفرشاة الفموية كل ستة أشهر، والتأكد على طرق التفريش الصحيحة وتعلمها من طبيبك، ويجب التفريش لمدة كافية -دقيقتين-، كما يجب الوصول لجميع السطوح السنية الخدية واللسانية، ويجب تفريش اللثة واللسان مع الأسنان؛ لإزالة الطبقات المتموتة من اللثة واللسان، ويجب استعمال المضامض الفموية المطهرة بشكل دوري وخاصة الحاوية على الكلورهكزيدين كال (PARODONTIX EXTRA)، ويجب تجنب التدخين.
عليك بالتركيز على تناول اللبن (الرائب) الطازج، وبعض الأطعمة مثل: الشاي بنوعيه الأخضر والأسود الذي يحتوي على مادة البولي فينول والتي تعمل كقاتل للبكتريا، والشاي عموما يعتبر مطهرا للفم وخاصة إذا أضيف له أي من التوابل العطرية كالقرفة والهيل والقرنفل، كما يمكن استخدام المضمضة والغرغرة بالماء الأكسجيني بتركيز 0.06% لمدة 7 أيام فقط لما له من دور في تنظيف الجيوب العميقة ضمن اللثة واللوزتين، كما يمكن المضمضة بخل التفاح، وفرك اللثة والأسنان واللسان بقشر البرتقال فهي تعمل من ناحيتين: فاحتوائها على حامض الستريك يساعد في تقليل البكتريا الناشئة في الفم والمسببة للرائحة، ومن ناحية أخرى فإن أغلب الحمضيات ذات رائحة مميزة، وذات مفعول شبيه بمفعول غسول الفم المنعش.
كما يذكر أن للبقدونس فوائد أيضا لاحتوائه على مادة الكلوروفيل التي تقضي على البكتريا، إضافة إلى كونه مساعدا في تحسين الهضم مما يعني تقليل الرائحة بطريقة أخرى، خاصة إذا تم مضغه نيئا أو تناول عصير البقدونس الطازج.
أختي الكريمة: جميع هذه التعليمات يجب اتباعها في حال نفي وجود أي مسبب، وبعد الانتهاء من تنظيف الأسنان وتجريف اللثة عند الطبيب وستلاحظين تحسن -بإذن الله-.
أسأل الله لك التوفيق والسداد مع أطيب الأماني.