السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 25 عاما، أعاني من القلق الشديد والتوتر الشديد، في أبسط الأمور والمحادثات والمواقف أجد نفسي أفكر فيها، أتردد كثيرا وأندم كثيرا، يا ليتني فعلت كذا وقلت كذا، وأقلق كثيرا في أبسط الأمور وأصاب بالقلق.
لقد أصبحت عصبية، وفي أبسط تفاصيل الحياة اليومية أنفعل وأتوتر، أحيانا إذا غضبت جدا أو توترت بشدة أشعر بألم في معدتي، وأحيانا في رأسي.
كما أني أعاني من شرود الذهن وعدم التركيز والانتباه بصورة كبيرة، والنسيان الشديد والتشتت، ودائما أشعر بالحزن، وأرغب في البكاء أحيانا، أجهدتني هذه الأحاسيس أريد أن أصبح باردة الأعصاب، كما أن الأذى النفسي من قبل أمي يوترني جدا، كلامها جارح.
كل هذه الصفات جعلت ثقتي بنفسي تتراجع كثيرا، علما أني إنسانه ذكية جدا، ومتفائلة جدا، ومرحة، وأشعر أني لا أتقدم بل العكس، ولا أستطيع الاستفادة من مواهبي التي من الله بها علي.
أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لعلك تتحدثين عن سمات في الشخصية، شخصية قلقة، متوترة، مترددة، تنفعل وتغضب، إذا كانت هذه الأشياء منذ فترة طويلة – أي منذ أن اجتزت مرحلة الطفولة ووجدت نفسك تملكين هذه الصفات – فهذه هي تكون سمات شخصية.
أما إذا كانت حدثت منذ فترة وجيزة ولم تكوني كذلك فهذا يعني أنك تعانين من قلق وتوتر، وقد يكون هناك ضغوطات في الحياة أو أحداث حياتية أدت إلى ما تعانين منه، أو قد تكون هذه السمات الشخصية أيضا تزداد حدتها عند المرور بأزمات في الحياة، وقد يكون السبب طبعا التربية القاسية التي مررت بها في مرحلة الطفولة.
المهم – أختي الكريمة – علاجك في المقام الأول هو علاج نفسي، تحتاجين إلى جلسات نفسية، هنالك الآن جلسات نفسية وبرامج نفسية لتمليكك مهارات للتخلص من التوتر وضبط النفس والانفعال والغضب، وتحتاجين إلى عدة جلسات من قبل معالج نفسي متمرس، وهناك بعض الأدوية النفسية التي قد تساعدك لتقليل درجة القلق والتوتر حتى تستفيدين من العلاجات النفسية، ومعظم هذه الأدوية تأتي من فصيلة الـ (SSRIS)، وإذا كان بالإمكان مقابلة طبيب نفسي لكتابة هذه الأدوية ومتابعتها وتحديد الجرعة وتحديد التوقف من تناولها يكون أفضل أختي الكريمة.
هناك أشياء يمكن أن تفعليها أنت بنفسك، وتساعدك بإذن الله، مثل الرياضة، إذا كان هناك طريقة للمشي خارج المنزل فبها، وإلا فرياضة داخل المنزل، تمارين رياضية لمدة نصف ساعة في اليوم تساعد على الاسترخاء وخفض التوتر، والنوم الكافي والمريح، خاصة النوم المبكر، والتغذية الصحيحة، والهوايات التي تساعد على تقليل التوتر، والتحدث مع الأصدقاء، وتفريغ ما بداخل الشخص من هموم، وكل هذا يساعد على خفض التوتر، ولا تنسين في المقام الأول – أختي الكريمة – المحافظة على الصلاة وقراءة القرآن والدعاء والحرص على أذكار الصباح والمساء وغيرها، كل هذا يؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال.
وفقك الله وسدد خطاك.